إبن الفراتين
بقلم ضمد كاظم الوسمي
جرى قَلَمي رغْمَ الزّمانِ المُعاندِ
وقدْ باءَ بالْخسْرانِ والإثْمِ حاسِدي
أنا الْحقُّ دَرْبيْ والْمكارمُ شيمَتي
أنا ابْنُ الْفراتينِ الْعوالي سواعِدي
فلي حرْفُ قرْآنٍ وسنّةُ أحْمدٍ
ونهْجُ بلاغاتٍ وشِعْرُ المَرابدِ
ولي حكْمُ بغْدادٍ وروعَةُ موصلٍ
وآبارُ كركوكٍ وصوتُ المساجدِ
ولي صيتُ كوفانٍ وتاريخُ حيدرٍ
وآثارُ أهْلِ الْبيتِ نورُ المراقدِ
ولي حسْنُ أرْبيلٍ وثرْوةُ بصْرةٍ
وباديةُ الْأنْبارِ فخْرُ الموائدِ
ولي فنُّ ذي قارٍ وغنوةُ دجْلةٍ
وقدّاسُ ديرٍ يغْتني بالمعابدِ
لَعَمْركَ ما هذا كلاماً نحلْتُهُ
فتلْكَ دما سيفي وخَيلي شواهِدي
أيا مَنْ تعاديني بغيرِ أدلّةٍ
أتيْتَ برأيٍّ مِنْ شواذِ الشواردِ
رَمَيْتَ قذى نارِ الأسى في نواظري
فأطْفاْ بها دمْعي لهيبَ المواقدِ
فلو شُفِيَتْ بالصّبْرِ منْكَ مواجعي
فكمْ ياتُرى ناجزْتني بالمواجدِ
ولو قَدمَتْ كالْغيثِ يوماً فضائِلي
رَدَدْتَ أعالي متْنِها بالزّوائدِ
ولو جئْتَ إحْداها بغيرِ نباهةٍ
لما كان شفْعاً وتْرُها بالْحَوامدِ
وهذا الّذي أغْراكَ يومَ عداوتي
فما تنْتهي إلاّ ضَنينَ الفوائدِ
ضمد كاظم الوسمي
شاعر الفراتين