تَدَاعِيَّاتٌ ...
مصطفى الحاج حسين
وَجَدْتُ نَفسِي
أعُومُ على جَبَلٍ مِنَ الهَوَاجسِ
والبَحرُ يُحِيطُني بأمواجِ القَلَقِ
الأرضُ تُسَابقُ مَخَاوفي
وَكَوكَبُ الذُّكرياتِ قادمٌ
صَادَفتُ صَرخَتي تَشْتَبِكُ مَعَ الرِّيحِ
لاقَيتُ ضُحكَتِي تُسَاوِمُ الألمَ
وَكَانَتْ دَمعَتي تَستَجِيرُ بالتَّمَاسُكِ
النَّارُ تَدخُلُ مَفَاصِلَ الشَّهقَةِ
المَاءُ يَتَدَفَّقُ مِنْ يَبَاسِ الأمَلِ
كُلُّ ماكانَ لا دَخْلَ لِخَيالاتِي فِيهِ
كُلُّ ما سَيَأتي أنا لَمْ أُوَجِّهْ لَهُ دَعوَةً
لَمْ أختَرْ لِلَّيلِ لَونَ بُشرَتِهِ
ولا لِلْنَهارِ قَتَامَةَ قَسوَتِهِ
كُنتُ أرْقُبُ الظِّلَّ حِينَ يَكبُرُ
لَمَّا تُصْبِحْ لِلْحَقِيقةِ عِدَّةُ جوانبٍ..؟!!
المَكَانُ يَتَبَدَّلُ
الزَّمَانُ يَتَحَوَّلُ
والأرضُ تَدُورُ حَولَ البُؤسِ
مِثلَ ثَورٍ مَعصُوبِ البَصِيرَةِ
أنادي على مَنْ راحَ
فلا يَستَجِيْبُ
وَعَلَى مَا سَيَأتِي فلا يَهتَمُّ
أنا مُلْكُ اللاشَيءِ
قَشَّةٌ تَتَقَاذَفُهَا سُخريَّةُ العَدَمِ
أمشِي والأرضُ تَتَمَحوَرُ
أنْهَضُ والأرضُ تَتَهَاوَى
أركُضُ والعَالَمُ يَتَدَاعى
النَّسمَةُ مَمْسُوكَةٌ مِنْ أطرَافِها
العُمرُ مُقيَّدُ الجَنَاحِيْنِ
والحُلُمُ تآكلَتْ أطرَافُهُ
اليَدُ خانتْها أصَابِعُها
والأصَابعُ تَتَشَابَكُ مَعَ الزَّوالِ
وأنا عَليَّ أنْ أحَيَا وَأَكُونَ .!
مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول