قراءة نقدية لنص انعتاق للكاتب نضال محمد علي بقلم الاستاذ إحسان العارضي
ق.ق.ج.
.. انعتاق
تسللتْ أشعة الشمس، عَبرتْ القضبان، عكستْ خطوطاً متوازية.
أسرع نحوها، نثر نوتاته بينها، انساب لحن عذب، على إيقاعه تسلق السلّم الموسيقي.
بزغت كوة بسقف الزنزانة، عَبَرها طائراً...
__________________________________
العنوان:
انعتاق...
هو دليل على الحرية او الخلاص من القيود نحو الحرية؛ وكسر اصفاد العبودية...اذا هي كلمة مصدر انعتق او عتق... أو أعتق...أعتق العبد: اي منحه حريته.
المتن:
تسللت أشعة الشمس:
اي جعلت لها مدخلا نحو مكان مغلق او سجن قد احكم ولم يتمكن النور من الدخول اليه...انه القبو المظلم الحالك الدامس التي تتعذب فيه الارواح وتفر الاجساد منه نحو بصيص امل...فكانت اشعة الشمس السرمدية الزائر الوحيد الذي داعب تلك الاجساد البالية والمتعفنة من سنين الحبس المقيت...
عبرت القضبان:
هي وحدها تلك الاشعة القليلة استطاعت ان تعبر أو تخترق تلك القضبان الموصدة التي يصعب على اي شيء الدخول لها او التقرب منها كأنها في جزيرة نائية تحيط بها الوحوش الكاسرة المرعبة.
عكست خطوطا متوازية:
كان الكاتب يود اخبارنا بان تلك الاشعة صعب ان تتقاطع مع تلك الاجساد، او انها رسمت طريقا للخلاص لايعرف نهايته الا من سلكه، او ان الشمس تحدثهم وتواسيهم بان طريق الحرية صعب المنال...او ان هذا هو طريق الخلاص فهلم الي لتسلك فيه...
اسرع نحوها:
ذلك المسجون احس بان الامل قادم وان الحياة تناديه لان الشمس رسمت له طريق الحرية من اجل التخلص والانعتاق من القيود الثقيلة...فكان لزاما عليه ان يسرع نحو ذلك الطريق الذي طال انتظاره، والان رسمته الشمس امامه.
نثر نوتاته بينها:
اي غنى فرحا بذاك الامل الضعيف مبتهجا بسبيل الخلاص مترنما ينثر اكاليل الورد ونغماته بينها...
انساب لحن عذب:
كل تلك النغمات التي نثرها تشكلت على شكل لحن عذب انساب بأسى مفرط شق صمت مدقع بين جدران عالية...
بالنسبة للجملة السابقة المفروض تكتب هكذا ( انساب لحنا عذبا) وذلك لان لحنا: مفعول به لفاعل تقديره هو، اما عذبا: فهي صفة للمفعول به.
على ايقاعه تسلق السلم الموسيقي:
ياله من سلم موسيقي مرعب تسلقه البطل نحو العلى والخلاص من عذاب مستمر وعبودية قد ازهقت الروح مرارا وان الاوان لكي ترتقي وتعرج نحو مبتغاها الذي طالما ابدت احلامها الشوق المحصور في قلبها الدامي...انه سلم منصة الاعدام الذي ارتقى عليه شامخا...
بزغت كوة في سقف الزنزانة:
هنا المفارقة التي لابد منها التي تنتظر البطل بل هو الذي طلبها ليعيش بعيدا عن الظلم والاستبداد والعبودبة في عالم يقدر التضحيات ويرأف بالارواح السامية فكانت المشنقة التي انهت حياته تدفع بالروح من فتحة صغيرة بزغت كالشمس لكي تسحبه لها او لتسحبه الى عالم ثاني بعيدا عن الاضطهاد والظلم ...
عبرها طائرا:
جميلة هي الدهشة، لقد سافر محلقا في الفضاء بروحه التواقة للسماء كالطير الجميل الذي يحب الحرية ويكره الاقفاص لقد نال الشهادة والانعتاق من العبودية شهيدا خالدا...
ملخص الققج:
لقد حلقنا مع الكاتب في ققجه التي عبرت عن الظلم وخنق الحريات في السجون الطويلة الامد التي لاتنتهي الا بالموت انه عصر العبودية وقتل الحريات والتعطش نحو الانعتاق من كل ظلم وصور ذلك باسلوب سلس جميل شاعري حزين عبر عن معاناة السجين وتسلسل بالمشاعر حتى اطلقها طائرا في الفضاء ..
لقد عبرت الققج عن واقع مؤلم حزين ولكن باسلوب جميل ...
كانت الققج وصفية شاعرية... تميزت بانسيابية ورقة بالعبارات...
تفتقر الققج للحكائية، واقتصرت على التعبير الوصفي، تمتلك مفارقة راقية ودهشة مميزة...
بالتوفيق للكاتب.....................احسان علي العارضي.