نهر وشفاه
عبدالزهرة خالد - البصرة
يتزاحمُ النّاجون
لصبَّ أجسادهم
كتماثيلَ على الشواطئ
حتى تختلف فيما بينها التوابيت..
قواربُ تبنتها الرمال
حين كانت تتأرجحُ من شدةِ الصفعات
بينما المجدافُ منكّسٌ
بيدِ المغادرِ من النهر..
تغادرُ الأنهارُ الجسورَ
تسعى لحمل القواريرِ التائهةِ
كي لا تنشغلَ الضّفافُ بالردِّ على الدعوات ..
جنوني الازرقُ
كالموجِ الهاربِ مع القراصنة
من لسعةِ الدفّة الباكية ..
قاربُ الأحلامِ
يطعنُ خريرَ النهرِ من الخلف
بنصلٍ من فكرةٍ
وقد تعدلُ مسارهُ كفٌّ مبتورة..
لم أكنْ أعرف قط
أن النهرَ يحتفلُ بالموت
لأن في القعرِ آياتٍ تُتلى
وعلى السطحِ أهازيجَ النوارس ..
لم أوبّخِ السّمكَ يوماً عند الغرق
كان المتورطُ الموجَ الآتي
صحبةَ الصّياد .