صاحب الظل الطويل
بقلم / أ. اديب مجد
يا صاحبَ الظلِّ الطويلْ
يا غيمةً تجتاحُ روحي في المساءْ
يا طلعةَ البدرِ وحيداً في السماءْ
تأتيْ لتلقاني أنا، دونَ النساءْ
وتذوبُ في شمسِ الأصيلْ
يا صاحبَ الظلِّ الطويلْ
متى أراكَ وهل أراكَ
وعشتُ أحلم ُأن أراكْ
أو أن أسافرَ في البلادِ على خُطاكْ
فتردَ لي عُمْري ويحييني لقاكْ
أم كُنتُ أحلمُ أن أنال المستحيلْ!
يا صاحب الظل الطويل
قد كُنتَ تحزنُ حين اغرقُ في سُكوني
وتظلّ تعفو في هدوءٍ عن جُنوني
وتزورني في الليلٍ، طيفاً من ظنوني
قد كُنتَ تأتيني، وتمضى، لا تطيلْ
يا صاحبَ الظلِّ الطويلْ
يا من تسافرُ مع نجومِ الليلِ عبرَ المستحيلْ
هل كُنتَ تسمعني أنادي في الظلامْ
أو كُنتَ تعلمُ أنني أبكي جراحيْ كي أنامْ
ما زلتُ أذكرُ عطرَ كفِّكَ منذ عامْ
حتى بأحلامي، تسافرُ، لا تطيل
يا صاحب الظلِّ الطويلْ
قد كُنتَ تهربُ حين أمشي، من أمامي
وتجيءُ تلمسُني بسِحْركَ في مناميْ
لتبيتَ في قلبيْ، ولحنُكَ في كلاميْ
وتطيرَ عصفوراً تغرِّد في سلامِ
ويظلُ قلبي حائراً، أين السبيلْ
هل كُنتَ تنسىْ ذلك اليومَ الجميلْ!
لما جلستَ بجانبي ولمستَ كفِّي في خشوعْ
وهمست َلي إنّي أُحبُكِ دون شرطٍ أو رجوعْ
فجعَلتَ أحلامي على خدّيْ تسيلْ
لونُها لونُ الغروبْ
وعرفتُ أنك لن تؤوبَ، وهل يؤوب
من كان تنقُصُهُ القلوعْ
فليس مع ريحٍ تميلْ؟
يا صاحب الظل الطويل
ما ظلّ إلا ذكرياتْ
في خاطري تحيا وتُورِقُ كالنباتْ
وأنا تَمُرُ بيَ اللياليْ حائراتْ
من يمسحُ الليلَ الثقيلْ
يا صاحبَ الظِلّ الطويل