لاحتْ ملاكًا
حسين جبارة
لاحتْ ملاكًا قُمْتُ أحضنُ قدَّها
قلبي توقّدَ راحَ يطلبُ ودَّها
هيَ شاطئُ البحرِ استوى متوسّطًا
مسْتمتعًا بالجزرِ أهوى مدَّها
آلتْ حضورًا تستبيحُ مشاعري
قد جئتُ مشتاقًا أغازلُ وعدها
من سحرها اسعى أناجي طلَّةً
شَحَذتْ يديَ أقي الحرابَ وحدَّها
في وجهها طابتْ ملامحُ فتنةٍ
يا فتنةً تكسو الجبينَ وخدَّها
بالجسمِ تزهو كالظّباءِ أميرةً
والصدرُ يخفقُ إذ يُجَمّلُ نهدها
أهوى المليحةَ أفتديها قِبْلةً
ورجالُها بالأمسِ كانتْ أُسْدَها
أحمي المآذنَ والصلاةُ محافلٌ
تدعو القيامةَ كي تؤازرَ مهدَها
أكنافُها تحلو نسائمَ هبّةٍ
ومضتْ بريقًا طافَ يسبقُ رَعْدَها
من فرطِ حبي للأميرةِ مهجعًا
خَفَرٌ أنا في الليلِ أرصدُ سُهْدَها
هي جنّةٌ فاقتْ خمائلَ نعمةٍ
استمرئُ الطعمَ المريرَ وشهدَها
يا نظرةً أرمي يُجّنّحُها الهوى
أرسلتُها ليلًا تسامرُ دعدَها
طالتْ ملاكًا تستثيرُ مواقفًا
ذا موقفي أهدى الأكفَّ وزندَها
إني العشيقُ لِمَتْنِ فرعٍ سامقٍ
السهلَ أبغي والبطاحَ ونجدَها
وقفتْ على رِجلٍ تبثُّ كرامةً
وبِإصبعٍ رَفَعتْ تُفرّغُ غمدَها
أرضي الطهارةُ والنزالُ محرّرٌ
طابَ المنازلُ مُسْتعيدًا مجدَها
آب 2017