/جنونُ الأرصفةِ /
جنونُ الأرصفةِ مُربِكٌ
ٍ ،، هذا المساءَ . ...
والخطى الماجنةُ فوقَها
تُفسِدُ أسبابَ الرَّشاد
تُرسِلُ في المارّةِ
عُقدةَ الضَّيااااع
هنا ، ترتدي المسافاتُ
مقاساتٍ أكبر منها
تَرتَعِدُ بين مدٍّ وجزرٍ
في هوامشَ فضفاضةٍ
لا تُفضي ،،،
إلى أيِّ لقاءٍ
مُخيفةٌ اليافطاتُ
في العُيونِ الشَّاهقةِ
تزجُرُها حروفٌ خارجةٌ
عن الأبجديةِ
كُلُّها بلا شَرعيةٍ
تَعيثُ على شَواهدِ
الأبنيةِ فسادًا ،،،
مزاميرُ الآلاتِ الناقلةِ
فاقعٌ لونُها
يُشخِصُ الأبصارَ ،،
لا تأبهُ للموتىَ أمامَها
أن تُنهيَ فوضاهم ،،
بمزيدٍ من الموتِ
الأيدي المُصوَّبَةُ
نحو الجيوبِ الفارهةِ
والفارغةِ ،،
لا تُميِّزُ الغثّ من السّمين
تهُزُّ أجسادًا جرداءَ ،،علّهُ
يسَّاقطُ عليها ولو قطعةً معدنيّةً
صراخُ الجياعِ ..يَُدوّي
في البطونِ المتخمةِ ..
المتزاحمةِ ،، ثم ينكمشُ
حيثُ لا مكانَ للصّدى
يختنقُ ،،هناكَ،،،
على عتباتِ الباعةِ
حيثُ الزّحامُ يدوسُ
أرغفةَ الجَوعى
ثمّةَ لا شيءَ هُنا ،،
غيرَ الأشياءِ ،،،
الأرواحُ كلُّها تمددت
على الرّصيفِ
وضعت خدّها الأيمنَ
على جلدِالأسفلت وأصغت جيّدًا
علّها تسمعُ نبضةً للحياة
أو ركلاتٍ لباحثينَ عن النّجاة
عيونُ المُغتربينَ تبرُقُ
تحتَ السّماءِ الأجنبيّةِ
بينَ وجوهٍ نُّحاسيةٍِ متشابهةٍ ،،
تستَرسِلُ باللاشيءٍ علّها
تقطعُ دابرَ الشّوقِ ،
وتفيضُ بالأرضِ مع الجُموعِ
الهااااائمةِ
هنا ، لا فرارَ ،،
من سلاسِلِ الّليلِ
وصقيعِِ الصّباحاتِ ،،
هنا ،، لا مُرَبِّتَ على
صريرِ النّوافذِ الخائبِ
الذي لا يرفِدُ أيَّ قادمينَ
هبطَ القمرُ اضطراريًّا،،
احتلقَ حولَهُ كلُّ العميانِ ،،
بدلائِهم ،،،جاؤوا يغرفونَ النُّورَ ،،
عادَ لسمائِهِ مُضرّجًا بظلامِه ،،
نزفَ الدُّجى والأرضُ ،،أصابها مزيدًا
من الدُّوارِ ،، فنامت
وأنا قرأتُ المُعوّذاتِ ثلاثًا
وواصلتُ انتظاري
ليدِ أُمِّي
#نسيبة_علاونة