بقلم
حسين داخل الفضلي
مجلة دار العرب الثقافية
جمهورية العراق
----------------------------
بعد سنوات من الاعتقال والظلم عاد الكويتي العقيد الركن ناصر سلطان سالمين الى وطنة دولة الكويت الشقيقة وهو يتنفس الحرية ، بعد ان قضى فترة طويلة في غياهب السجون للنظام الهدامي العراقي المقبور ، وفي هذه المقابلة الحصرية لمجلة دار العرب العراقية سيروي لنا العقيد الركن المتقاعد [ ناصر سلطان سالمين ] قصته البطولية ومعاناته في مطامير السجون الصدامية ، وكيف استطاع ان يحافظ على عزيمته وكرامته ومعنوياته رغم قساوة الظروف الصعبة . نستمتع ونقرأ الى افكاره عن الحرية والكرامة وكذلك عن مشاعرة الان وهو ينعم بالحرية وعودته الى وطنه الذي يروي تغرده لاحدى الصحف العراقية بعد ان اصبح حرا طليقا عاشقا ومناصرا للحرية الملتزمة .
**** سالته : من هو الاستاذ ناصر سلطان سالمين ؟
--- اجاب قائلا :
السلام عليكم استاذ حسين
*** اجاب قائلا :::
ناصر مواطن كويتى محب وعاشق لوطنة حمل على عاتقة تدوين وتوثيق حقبة تاريخية مهمة جداً ودور في ابراز قضية الأسرى الكويتيون، حقبة تعرضت الكويت فيها لطعنة غادرة وغزو غاشم من جار كنا معه أشبه ما تكون ككف اليد والساعد ، جارٍ كنا ننتظر منه الوفاء رداً لجميل صنيعنا معه لسنين طوال ، ولكن وللأسف كان جزاؤه لنا طعنة في الخاصرة أدمت قلوب المجتمع الدولي كافة والكويت خاصه وايقنت داخل نفسى بأن هذه الحقبة الزمنية لايمكن أن تمر مرور الكرام فكان لزاماً علينا توثيق تلك الفترة المؤلمة للأجيال القادمة
وأسأل الله أن أكون قد وفقت في التوثيق من خلال اصداراتي الوطنية .
وأعلم استاذ حسين بأني وزملائي الأسرى لم نسع للبطولة وإنما واقع الحال آنذاك ألبسنا ثوب البطولة وهذا بحد ذاته شرف لنا أن نكون أبطال وقدوة في نظر أفراد المجتمع الكويتي .
ثم استطرد حديثه عن قصته اعتقاله في دولة الكويث اثناء الغزو من قبل قوات النظام الهدامي العراقي البائد عام ١٩٩٠ ،[ جرذي ] العوجة هدام المجرم .
**** ثم سالت العقيد الركن المتقاعد ناصر سلطان سالمين ، ماهي قصة اعتقالك ؟
*** اجاب قائلا ::
بعد خطاب المقبور صدام حسين الذي اتهم الكويت والإمارات بأدعاءات كاذبة ارتفعت حالة الاستعداد القتالي داخل الجيش الكويتي ومن ضمنها قوات المغاوير الذي كنت احد ضباطهم برتبة نقيب ، وتدخلت الوساطة العربية بالمحادثات والوعود وآخرها اجتماع جده بين سمو ولي العهد المغفور له الشيخ/ سعد العبدالله السالم الصباح من الجانب الكويتي وعزت الدوري من الجانب العراقي وخرج الاجتماع الصوري بعقد اجتماع اخر يحدد في ما بعد ولكن كانت النية مبيته للغزو العراقي على الكويت ( يد تصافح وآخرى تحمل السلاح ) .
وفي فجر 2 اغسطس 1990 احتل مقبور العراق وجيشه البائد الكويت ودخلها غدراً وحقداً مع فجر يوم الخميس والناس نائمه بأمان ، غزوا البلاد ودنسوا كل شبر منها بأقدامهم القذرة وقتّلوا وأغتصبوا وأعتقلوا وأسروا العديد من أبناء الكويت بأدعاءات كاذبة وروايات مزيفه لاتمت للحقيقة بشيء ، روعوا الأبناء الأمنين ببيوتهم وقبضوا على آبائهم فمنهم من قضى نحبه ونال شرف الشهادة بإذن الله وآخر اُعتقل واصبح من المفقودين بعد أن دارت الأشتباكات بمناطق مختلفة دفاعً عن الوطن اما نحن الأسرى فتم القبض علينا من داخل المعسكرات أو خارجها وتم ارسالنا إلى العراق وعشنا معانات الأسر المؤلمة بمعتقلاتها وسجونها وعذابها ، نتذكرها ونذكر الأجيال الحالية والقادمة فلعلنا بهذه الكلمات القليلة بحروفها الكبيرة بمعانيها نستطيع تذكيرهم معنى كلمة الأحتلال العراقي الغاشم على وطن الأوطان الكويت وفقدان الحرية.
**** بعداها سالته كيف كان اطلاق سراحك سيادة العقيد الركن ؟
*** تم اطلاق سراحنا بتاريخ 1991/3/27 عن طريق الصليب الأحمر الدولي برحلة من معتقل بعقوبة مروراً بمعتقل الرمادي وبأتجاه الحدود السعودية العراقية وصولاً الى مركز جديدة بمنطقة عرعر السعودية ، وقد قام الصليب الأحمر الدولي بزيارتنا بمعتقل بعقوبة بتاريخ 1991/3/13 واعطانا كروت تحمل رقم الصليب الأحمر الدولي لكل أسير / 203878 وقال : انتم تحت حماية الصليب الأحمر الدولي لحين اطلاق سراحكم .
**** واردف حديثه عن الوصف بشعوره بالحظات وهو يتنفس الحرية قائلا ؟
*** كلمة حريه بحد ذاتها يشعرك بالسعادة ولكن يختلف شعورها من مكان لآخر ، اما أنا فلم أشعر بالحرية الكاملة إلا عندما انفتحت البوابات الحديدية لمركز جديدة بمنطقة عرعر بالمملكة العربية السعودية الشقيقة وشاهدت العلم السعودي يرفرف في هذه اللحظة تم ولادتنا من جديد بشعور بغاية السعادة والسرور بلحظة لن انساها ما حييت.
**** ثم سالته :: استاذ ناصر انت صديقي منذ عام ٢٠٠٧ م احببتك في الله بعد ان قرات عنك وتابعتك اعلاميا باقامة معارض واصدار كتب وانت فاعل في التوثيق والكتابة والارخنة لاسرتك واصدقائك وابناء شعبك وللتجيال القادمة في المعتقل ، انت وثقت باصدار كتاب يفضح هذه الجرائم للنظام المقبور ، وضح لنا بشكل سريع عن كيفية الكتابة عن هذه المعاناة ؟
*** اجاب قائلا وبحرقة ::
بعد أن غادرنا المملكة العربية السعودية الشقيقة تاركين لهم كل محبه وتقدير على كرم ما قاموا به من حفاوة الاستقبال وتوفير الطعام والشراب والملابس والطبابة ، وفي صباح الخميس 1991/3/28 بدأت عملية النقل إلى مطار عرعر بالباصات ومنها صعدنا الطائرات الكويتية ،، الله ما أجملها من لحظات كلنا حنين وشوق لمشاهدة الكويت ، بدأنا بالاقتراب من سماها المظلمة بفعل المقبور وزبانيتة بحرق آبار النفط ( حرقهم الله ) نقترب شيئاً فشيئاً إلى أن دخلنا أجواء الكويت المظلمة وادخنة النيران تتصاعد فأدمعت العيون لحال الكويت !! ولكن اقتربت لحظة الهبوط والتكبير والتهليل لم ينقطع طوال الرحلة حمداً وشكراً لله ، وعند وقوف الطائرة تسابقنا للنزول شوقاً لتقبيل أرضها الطاهرة والسلام على مستقبلينا الشيخ / نواف الأحمد الصباح طيب الله ثراه والشيخ / سالم صباح السالم الصباح رحمه الله وغفر له وكبار قادة القوات المسلحة وفرحة الوصول بوجوه الجميع .
**** بعدها سالته :حسب علمي انت قمت بمعارض ومتحف يوضح الايام العسيرة المؤلمة في الاسر مع زملائك ، ما هو متحف ومعارضك وكتبك التي تفضح جرائن النظام المقبور ؟
*** لم تكن هذه الاصدارات الثلاثة المميزة الوطنية بحثاً عن الشهرة ولا طمعاً في مزايا هذه الحياة ، فلقد أنعم الله علي من نعمة التى لا تُعد ولا تُحصى ، ويكفينى عزاً وشرفاً بأنني أحد أسرى الكويت ويكفينى فخراً بأنني أحد الناجين من المعتقلات العراقية واحد المولودين من رحم الموت ، ولكن من أجل الكويت وللتاريخ وللأجيال التى لم تعاصر فترة الغزو العراقي الغاشم قررت طرح هذه الاصدارات التى تتضمن حياتنا اليومية والمؤلمة بالسجون والمعتقلات العراقية والذي استطعنا أن ندونها بقصاصات الورق ونسجل جميع الاحداث التى رافقتنا في جميع المعتقلات مروراً بمعسكر حمزه بالزبير واستخبارات البصرة ومنها إلى بغداد بالقطار وصولاً الى معتقل الشرطة العسكرية بالرشيد سجن رقم/ 1 ، بعدها تم نقلنا إلى الموصل داخل قلعة العجلان رقم 1 ، ومنها رجوعاً إلى بغداد ومعتقل بعقوبة ، وكل هذه السجون والمعتقلات لها وقعٌ مؤلم ومعاناة جسدية من التعذيب أو التفكير ، ودونت ايضاً بعض من الأعمال البطولية للصامدين ورجال المقاومة الكويتية وما تعرضنا له لحظةً بلحظة عله يكون شاهد على جرم لن ينساه كل أسير وكل بطل بل لن ينساه التاريخ.
**** ممكن كلمة اخيرة لقراء مجلة دار العرب الثقافية بكون شاكرين لك استاذ العقيد الركن المتقاعد ناصر سلطان سالمين ابو بدر الحبيب هل من
كلمة أخيره ...............
**** حيث قال ::: اشكرك استاذ حسين أن أتحت لى الفرصة للحديث مع القراء الاعزاء متابعين مجلة دار العرب الثقافية واشرح لهم بعض من معاناتنا نحن أسرى دولة الكويت وما ذقناه من تعذيب وألم داخل المعتقلات والسجون العراقية أثناء الغزو العراقي الغاشم والشكر موصول لكم على متابعتك لحسابي الشخصي بوسائل التواصل الاجتماعي.. بارك الله فيك وبجهودك المميزة وإلى اللقاء القريب بإذن الله أيها القلم الحر ودمتم سالمين....