مِغزَلٌ مِنْ رِيحْ
بقلم رويدة سليمان
يَقتَحِمُني الصّباحُ
بلسَعاتِ ريحٍ..
لا صوتَ لها!
مُغتالةً قطراتِ النّدى
فوقَ عُشبِ الحدائقِ
التي تُسَوِّرُني
مُطْلِقَةً عواءً..
فيَهتزُّ المدى...
كنتُ أرقبُهُ والرَّجاءُ
يَهدرُ في دَمي
وبابتسامةِ مُنتَظِرٍ
مِنْ على شُرفةِ الأيّامِ
يَرتشفُ قهوَةَ القلَقِ...
ريحٌ...!
حَكوا أنّها تَغزِلُ المواجعَ
وللدُروبِ تُلبِسُها
والعابرونَ..
حُفاةً يَحيكونَ
مِنها الدّمعَ لِحافا...
والّليلُ..فإذا جَنَّ طويلْ
والدّربُ..إذا لاحَ بعيدْ
وبالمُنى..تَطولُ الطريقْ
وهذا الصّباح..
رَجَوتُها أنْ تُوقِفَ
مِغزلَها..
وقليلاً قليلاً تَسْتَكينْ.
أخبَرتُها:
كيفَ أنّي ظَننتُهُ يَنسجُ
شالاتٍ وفساتينْ..
وحقولاً يَفيضُ زهرُها رحيقْ
ولأنَّ البداياتِ..
مَواطِنٌ للجِنِّ..
ترَكتُ شَغَفي بزهرةِ الحياةْ
ولأنَّ الذّاكرةَ..
رَحِمٌ تَتوالدُ منهُ أجِنَّةُ
العذاباتْ..
ألفَيتُ نفسي..
أعشَقُ النّهاياتْ...
رويدا سليمان
سورية