( رهان خ..ا..س..ر)
فكّرْتُ كثيرًا أن ألقيَ على مسامعِكم قصيدةً عصماءْ لكنَّني تساءلْتُ كيف يكون وقعُ الكلام في الأذنِ الصّماءْ؟ فكّرتُ أن أرسمَ لكم لوحةً تتمازجُ فيها ألوانُ القهرِ و الفقرِ و الشقاءْ لكنّني عُدتُ و تساءلتُ و ما تفعل اللوحاتُ في الأعينِ الخرساءْ؟ و ثَمّ من جديدٍ عاودتْني الفكرةُ السوداءْ أن أكتبَ لكم على جدران الصّباحِ و المساءْ أقصوصةً تختزلُ الموتَ الذي تعانونَ و أنتم تقترفونَ زراعةَ الياسمينِ بين أكوامِ البلاءْ لكنّني تساءلتُ كعادتي الخرقاءْ و ما تجدي الكتابةُ في زمنِ الخواءْ؟ فدَسَسْتُ رأسي في الرّمالِ مثلَ كلِّ النّعامِ و سدّدتُ إلى ريشتي إلى حرفي رصاصةَ الفناءْ و قطعتُ لسانيَ ثم دفنتُهُ في تربةٍ حمراءْ هكذا فعلتُ كما أمرَتْني عرّافةُ البلادِ إذٰ قالت يا بُنيّ: لا ينفعُ الضّوءُ الضّئيلُ في عتمةِ القُرّاءْ أنتَ جِرْمٌ دقيقٌ فأبحرْ في ظلمةِ هذا الكونِ دون عناءْ لا شيءَ يستدعي انهدامَك لا شيءَ يستدعي البكاءْ _______________________________
.د.عبد المجيد المحمود- سوريا