جاسم النعمة .....ذاكرة الموسيقى العذبة في قلب دولة الكويت...ومن الطيران الى موسيقى الالحان ارشيف وكنز وذوق يتجدد ...الموسيقى في دمه والوفاء في طبعه ..... بقلم المحرر /حسين داخل الفضلي ..مجلة دار العرب الثقافية ..العراق ..
بقلم المحرر
حسين داخل الفضلي
مجلة دار العرب الثقافية
العراق
في زوايا الحياة، هناك أشخاص لا تُعرِّفهم الوظيفة ولا تحصرهم المهنة، بل تُعرِّفهم الروح، وتفيض ملامحهم بالشغف، ويصنعون من هواياتهم وطناً ثانياً يسكنهم بقدر ما يسكنونه... ومن بين هؤلاء، يسطع اسم جاسم النعمة، ابن دولة الكويت الحبيبة ، رجلٌ جمع بين انضباط الطيران وحرية النغم، بين أجواء المطارات وفضاءات الموسيقى.
جاسم، الذي عمل لسنوات طويلة في مجال الطيران، لم يكن مجرد موظف يؤدي واجبه، بل كان مثالاً للالتزام والاتزان والتميّز في مجاله. عاش بين الأجنحة والمحركات، لكن قلبه ظلّ يخفق بنغمة أخرى... نغمة أقرب إلى الوجدان، وألصق بروح الفن: عالم الغناء والموسيقى.
ومع تقاعده، لم ينطفئ فيه الشغف، بل ازداد توهجًا. تقاعد عن العمل، لكنّه لم يتقاعد عن الحياة. وجد في الموسيقى متنفسه، وفي الغناء مرآة لروحه، يبحر في عوالم الطرب، ويعيد اكتشاف نفسه كل يوم من خلال لحنٍ أو أغنيةٍ أو جلسةٍ تطرب فيها الآذان وتأنس القلوب.
ولعل أجمل ما في جاسم النعمة، ليس فقط ولعه أو ذائقته الفنية، بل طيبته الصافية، وإخلاصه للناس، ووفاؤه لأصدقائه. وأنا -كصديقٍ له- لا أستطيع أن أكتب عنه دون أن أذكر كم يقدّرني، وكم أعتز باحترامه لي، وهو احترام متبادل نابض بالمحبة، تؤكده المواقف قبل الكلمات.
إنه صديقٌ وفيّ، يقدّرك بصمت، ويحملك في قلبه دون أن يُشعرك بثقل. يعشق الفن لأنه يشبهه: نقي، شفاف، وراقٍ. كل من يعرف جاسم يدرك أنه شخصية نادرة؛ رجل يجمع بين البساطة والعذوبة، بين الصدق والفن، بين الطيران والموسيقى.
في زمنٍ قلّ فيه الوفاء، يبقى جاسم النعمة واحداً من أولئك الذين يحتفظون بأرواحهم نقية، لا تلوثها الضوضاء، ولا تغيّرها تقلبات الحياة. موسيقاه جزءٌ منه، وصوته امتدادٌ لروحه، وصداقته...
وفي كل مجتمع هناك اشخاص يحملون في قلوبهم ذاكرة حية للفن والفنانين وبروح شفافة يعشقها الجميع ويضعها في حدقات العيون امثال الاستاذ جاسم النعمة الذي عرفته منذ زمن بعيد وجاسم النعمة يحمل ارشيفا نابضا بالحنين ..اشخاص لايقفون على المسرح ولايغنون لكنهم يملكون من الذائقة مايجعلهم اوفى للفن من كثير اهل الفن انفسهم ومن هؤلاء النادرين يبرز جاسم النعمة في دولة الكويت الرجل الذي احب الموسيقى منذ صباه حبا صادقا فاتخذهه جزء من غذائه الروحي وراح يؤرشف جمالها كانها كنز لايقدر بثمن .
جاسم النعمة ليس مطربا لكنه عاشقا للطرب الاصيل لانه لغة الروح لانه متابع نهم لكل مايمت للفن الموسيقى .
عمله السابق في مجال الطيران اكسبه انضباط السفر زاده انفتاحا على الثقافات الموسيقية المتنوعه لكن شغفه بالموسيقى ظل ملازما له في كل مرحلة من حياته وبعد التقاعد لم يجلس في ركن هادىءبعيد عن العالم بل انصرف بكل حب واهتمام الى جمع النشاطات وتوثيقها .
جاسم النعمة لايتباهى بما عنده بل يقدم لمن يحبون الفن كهدية ثمينه يعطي من قلبه ويشارك ارشيفه بكل سخاء لان الوفاء لاينفصل عن شخصيته فهو صديق وفي للجميع نادر الطبع كريم الاخلاق يحترم من حوله ويقدرهم بصدق وانا شخصيا اعتز بعلاقتي به احمله في قلبي كأخ وصديق واشكر الايام التي عرفتني بهذا الانسان الصادق الصدوق النبيل الذي يختزن في شخصة صفاء الروح وعمق الذوق وجمالها في زمن تتسارع فيه اللحظات وتضيع فيه الذكريات ويبقى جاسم النعمة حافظا للاخوه وحافظا للذوق الفني وعاشقا للموسيقى التي تسكنه وتزهر في قلبه دون ان يغني يكفية ان يكون نبضا صامتا في خلفية الاغنيةوالموسيقى ...
انه شخصية فذة ذاع صيتها في دولة الكويت والخليج العربي انه الاستاذ الكابتن جاسم النعمه بعد ما اتفقت معه حول لقاء في مجلة دار العرب الثقافية في العراق سالته عن كيف كانت البداية ::
*** اجاب قائلا : منذ صغري اي منذ نعومة اظافري عشقت الموسيقى من مرحلة رياض الاطفال والابتدائية والمتوسطة والى مرحلة الثانوية ، انا مولع في عالم الموسيقى وزاد تعلقي بها اشتراكي في الفرق الشعبية
بداية وانا صغير في السن ، كنت في فرقة حمد بن حسين للفنون الموسيقية وكان اسمها فرقة فهد وحمد بن حسين هي فرقة واحده ثم انشطرت فرقتين موسيقيتين . وضليت في الدراسة حتى الثانويه وبعدها الغي منهج الموسيقى في الثانوية. في العطلة الصيفية التحقت في مراكز الشباب وفيها قسم الموسيقى وصرت احد افراد الفرقه الموسيقية ، حتى زاد ولعي في الموسيقى حيث كان التوجيه الفني للموسيقى في وزارة التربية .قال لازم تدخل المعهد الموسيقى لان انت مؤهل للدخول لان هناك نشاطات لي في مناسبات عديده منها الاحتفالات بالعيد الوطني لدولة الكويت .لكن طبيعة عملي اشغلني عن الفن لان طبيعة عملي وشغلي بعيد كل البعد عن الفن ، في البداية دخلت الخطوط الجوية الكويتية القوه العمل في البداية بعدها توجهت للعمل في القوة الجوية الكويتية صيانة الطيران ومشرف تحكم صيانة طائرات بعدها تدرجت بالمناصب حتى وصلت الى ميكانيكي جوي وبعدها مدرب منظم حمولة جوي . .وعندي اكثر من [ ١٢ ] الف اثنتى عشر الف ساعة طيران على طيران الهوركوليز . لكن احضر قليلا في مجال الانس للفرق الفنية بالديوانيات او الحوش داخل بيوت الاصدقاء بالفرقة
ابن حسين او العمري وغيرهم . بعد تقاعدي رجعت للفن بقوة اوثق هذه الفرق الشعبية .......لكن للاسف هذه الفرق لاتوثق اعمال حفلاتها فقط تلفزيون دولة الكويت يصورها وبعض المصورين وهؤلاء المصورين توفوا وانتهى الارشيف لان اهلهم لايعطون من ارشفوه لاسباب نعرفها .
انا قمت بدوري أأرشف هذه النشاطات الحفلات الفنية بالاعراس والمناسبات والدعوات الخاصة وحتى حفلات المجلس الوطني للثقافة والاداب والفنون في وزارة الاعلام .....انا واحد من الذين يؤرشفون بتصوير هذه الفرق الشعبية الفنية في دولة الكويت و الخليج العربي لان اسمي جاسم النعمة معروف في عالم الفن ليس في دولة الكويت لا بل في الخليج العربي ولي علاقات طبية مع اغلب الفنانيين .
وانا صورت لعديد من حفلات المطربين العراقيين امثال الفنان ياس خضير والفنان الورد وفرقة عزاوي وللعلم فرقة الخشابة في البصرة قدمت لي عدة دعوات للحضور لكن ظرفي الصحي يمنعني ذلك من السفر وكثير من القنوات التلفزيونية قدمت لي دعوات مثل تلفزيون اسكوب وتلفزيون دولة الكويت .وحضرت الى اذاعة دولة الكويت بوزارة الاعلام عدة مرات لحفلات اصورها وابثها على الانستغرام من داخل استوديو البث الاذاعي لمتابعين لي كثر .كل هذه النشاطات الفنية التي اقوم بها دون مقابل على جهدي الخاص الشخصي حيث لايوجد دعم من اي مؤسسة اوشركة
او اي جهة تذكر كل جهد ابذله على حسابي الخاص دون مقابل .
وفي ختام هذا اللقاء، لا يسعنا إلا أن نقف احترامًا أمام قلبٍ نبيل كقلب جاسم النعمة الذي ينبض بحب هذه الارض الطيبة ارض دولة الكويت الحبيبة الذي عشقها حد الوله لانه تربى بها وشرب من مائها وتذوق خيراتها ، هذا الانسان شفاف الاحاسيس والمشاعر انتمى لهذه الارض بعشق ازلي لايساومة الاخرين عليها لانه ابنها البار لدولة الكويت .هذا الإنسان الذي علّمنا أن الموسيقى ليست صوتًا يُسمع فحسب، بل روح تُحسّ، وذكرى تُصان، وشغف يُعاش بصمتٍ وصدق.
جاسم النعمة بعفويته وذائقته، لا يُشبه إلا نفسه. لا يغني، لكنه يحيي الغناء فينا. لا يبحث عن التصفيق ولا الشهرة ، بل عن الصفاء والنقاء والالفه رجلٌ جعل من الفن صديقًا، ومن الذوق أسلوب حياة، ومن أرشفة الجمال رسالة وفاء.
تحية لهذا العاشق الهادئ، لهذا الإنسان المضيء لانه سفير الارشفه الفنية ،
ولتبقَ موسيقاه الداخلية تنبض بالعذوبة... ما دام القلب عامرا بالحب ينبض بالحياة وحب دولة الكويت وحب الناس .