سمراء
زكريا عليو
سوريا . اللاذقية
سمراء قدّ الفجر من ضحكاتها
وعلى لواحظها سهامٌ تزأرُ
....
قمرٌ منيرٌ إن تبسّم ثغرها
وعلى محيّاها ينام ويسهرُ
َََ....
وشم الإله على صحائف خدّها
خالاً هو النجم المضيءُ الأزهرُ
....
وحديثها تغريد عصفور على
وتر الهوى نغماً تجود فتبهرُ
..
حورٌ بعينيها جمالاً زادها
والسحر ينطق صاغراً ويثرثرُ
...
غمزاتها فتحت بقلبي ساحة
للوجد يقبل في الصميم ويدبرُ
...
وإذا رمت بشباكها لغدا الفتى
يهذي كمحمومٍ يئنّ ويزفرُ
....
غنج الزوابع مشْيها إن أقبلت
وكشادنٍ إن أدبرت تتبخترُ
....
تلهو كطفلٍ فاقدٍ ألعابه
تبكي، تقهقه عالياً، تتذمّرُ
...
لمّا شكوت صدودها وتصبّري
غضبت، وأبرق وجهها تستحضرُ
..
أعذارها وتلوم وهن تجلّدي
وتزيدني ولهاً بها، لا تعذرُ
..
يا ويح قلبي إن صدوداً قرّرت
كمراكبٍ عند الغروب تهاجرُ
..
فإذا تباعدنا وطال جفاؤنا
أجري إليها تائباً أستغفرُ
...