الفانوس السحري
ق ق ابتسام الامارة
تزعجني تصرفات المتشبثين بالماضي، دعنا نعيش اليوم، فكره سيئة يا أبي أن تستحوذ على عقلك الذكريات.
هكذا نصحته بأفكار شاب تقترب كثيرا من الوقاحة.
فقد اوجع رأسي بقصة فانوس الأجداد.
كل يوم نفس القصة هي هي تعاد ..
"قصة الفانوس" الغالي الذي تجدد على ذكراه كل ليلة مشاكلنا.
فما هو ذلك العزيز....
إنه بكل فخر كان إرثا لجد جدي أيام زمن الطيبين، عندما عاش الناس لا كهرباء، لا تكنلوجيا.
توقده جدة جدي، فتجتمع عليه الأسرة لتقص عليهم
حكاية الزير سالم، أو حكاية أبو زيد الهلالي، يستمعون لقرع السيوف، و صوت حوافر الخيول، والاميرات و التاج وغزل السلاطين.
لهذا كانت تشتعل حماسة روح العائلة لتندمج مع أنوار الفانوس.
مرت الأيام مسرعة...
فجأة وجدت إنني في الخمسين ثم الستين، ارقام ارعبتني لم افكر بها
أدركت هذا متاخرا حين بدأ يقال لي (جدو)
ادركت أن أبي لم يكن رجلا قديم الطراز عصبي المزاج؛
بل كان يخفي أنسانا مرهفا محبا خائفا من الأيام
عرفت بعد أن شاب شعري، الذي كنت أتفاخر بتسريحاته الغريبة أمام أمي فتجعلها تفقد صوابها.
عرفت كل هذا الآن في زمن الهواتف التي ليس لها قيمة الفانوس السحري

