وحدة
ق ق ابتسام الامارة
تبحث في أشيائها القديمة، اشتاقت أن تقرأ الليلة رواية "البؤساء" لكنها لا تعلم اين هي.
بحثت في النت وجدتها، قرأت منها صفحات لكنها لم تجد ذلك الشغف الذي تشعر به حين تتلمس اناملها غلاف الكتاب، والمتعة الكبرى التي تحظى بها سبابتها و الإبهام حين يلتقيا ودا لقلب الصفحة.
تركت الهاتف وراحت تبحث من جديد.
وجدت خزين من القصص والرويات، كانت البؤساء من ضمنها، ابتسمت مثل طفلة صغيرة، رفعت خصلات شعرهاالرمادي شدتها كذيل الحصان.
ركضت الى المطبخ أخرجت كيس النفايات، وضعت طعاما لطيور الكناري التي أخذت تغرد حين أقبلت عليها، ولشدت انشغالها لم تنتبه لجمال لحنها.
ثم أعدت شطيرة وفنجان قهوة.
جاءت مسرعة أخرجت "البؤساء" قرأت صفحة أو صفحتين أحست بشيء غير طبيعي، اخرجت غيرها إنها رواية "ذهب مع الريح" فتحتها وجدت في أعماقها أوراق نرجسة جافة.
-الا لَيت الشّبابَ يعُودُ يَوْماً .. فأُخبرهُ بمَا فعلَ المَشيبُ
أغلقت الكتاب ثم جمعتهن من جديد، واعادتهن إلى مكانهن على الرف.
أخذت عشاءها و جلست قرب التلفاز.

