الزنابق تحتشد في المقبرة
إلى/ ابراهيم الخياط
سعدي عبد الكريم
حتى وأنتَ في قبركَ
تحبّ الألفة
وتسعى جاهدا لإيجاد فرصة
لكتابة الشعر
وأنا واقف على حافة القبر
سمعت صوتكَ الشفيف
كرجع صدى
وهو ينشد ملء المدى
*(هم فيها خالدون،
ومتكئين على رفرف
من النعوش المريحة،
ولا تدري
لمن تشي
بالزغاريد المحبوسة في حناجر الثكنات-)**
وها أنتَ ..
تغادر الثكنات؛ والاقبية الأرضية
وحجر التحقيق السرية
وغرف نزع الاظافر
لتنعم بميتة هانئة
وحساب يسير
البرتقال اينع كصدور اليافعات
في مدينتكَ القديمة
والمدينة لم تعد كما كانت
صارت هادئة مثل غمامة
البقالون فيها يبيعون الفاكهة
بميزان مثقوب !
وعيون مفتوحة على الحسناوات
وما زال الساسة يلهثون خلف الكراسي
ينظرون بعين واحدة
لبريق العملات الصعبة
خشية أن تنتهي دورتهم الشهرية
ولم يقطفوا برتقال الوطن الناضج
الوضع ما زال كما كان يا ابراهيم
والزنابق تحتشد في المقبرة
لتحتفل بمقامكَ
فأنتَ وحدك تعرف كيف توزع على الموتى
ضحكاتك الفارهة
وتضفي على ليل المقبرة
شيئا من الرفاهية
الجنّة لا يدخلها السارقون يا (أبا حيدر)
الجنّة للفقراء ،
ولمن عرف الحُبّ
وزرع ايك زهور في أرض الله
وأسس جمهورية للبرتقال
الوطن.. عفيف كالنّخل
جليل مثل نبي
بريء كضحكة طفل
كمثلِكَ.. يا ابراهيم
-)**مقطع من قصيدة (زينب) للراحل إبراهيم الخياط.

