-->
مجلة دار الـعـرب الثقافية مجلة دار الـعـرب الثقافية
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...
random

شاشةٌ زرقاءُ واحدةٌ لا تَكفي .. كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي

 شاشةٌ زرقاءُ واحدةٌ لا تَكفي ..

كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي
العِراقُ _ بَغْدادُ

النفوسُ الواجمةُ خلفَ الشاشاتِ الزرقِ يكادُ يخنقها الزحامُ علىٰ الرغمِ من ضبابيّةِ الرؤيةِ يظلّ محيطُ الأبصارِ يتّسعُ ويتّسعُ حتىٰ يناهز محيطاتٍ بأكملها ، الشوارعُ خَلَتْ من مُريديها بينما أسواق شبكاتِ الاتصالاتِ في رواجٍ ، الكُلّ متسمّرٌ ولسانُ حالِهِ : " مكانكِ تُحمدي أو تستريحي " يا لهذا الضجيج ما لهُ غير تجشّمِ عينِ النَصَبِ يموتُ الصوتُ ليعيشَ الصدى يصرخُ القلبُ ليستقيمَ النبضُ تنتحرُ الشمسُ ليستطيلَ الظلّ حتىٰ تختلّ سايكلوجيةُ الألوانِ فيستحيل الأزرقُ إلى سوادٍ يختفي اللازوردُ فيحلّ ليلٌ بهيمٌ فضاءٌ مفتوحٌ علىٰ الموتِ والحياةِ يكتنزُ كُلّ ضحكةٍ وصرخةٍ كُلّ عَبْرةٍ ونبرةٍ يحلقونَ فيه علىٰ مراكبهم الورقيّةِ مستسلمينَ لهبوبِ الريحِ أنّا شاءتْ وكيفَ شاءتْ ترفعُ ضغثاً وينخفضُ أغثاءٌ تتوّجهُم مشاعلَ نورٍ علىٰ رخامِ الشمسِ أو تهوي بهم في عرضِ البحرِ الافتراضي يبحرونَ بلا مرساةٍ بلا محامل ولا شراع يجذفونَ لا بأيديهم بلْ بخيالٍ سارحٍ في بحرِ الظلماتِ يومِئُ لهُمْ فيومضونَ يناديهم فيسرعونَ لَهُ خفافاً فهُم لا يأبهونَ لانكساراتِ الضوءِ وتبدّلِ الفصول كلّما مَدّ الظلّ لهُم ذراعاً صافحوهُ بلحظهم من فوق السحابِ وهُم في لجّةِ البئرِ ينعمونَ كما الحروف كلّما لملمتْ نفسَها نَكّستْ سطرَها ومضتْ تسيرُ خلفَ نعشِها المحتوم .

لا يتوفر وصف للصورة.

عن محرر المقال

aarb313@gmail.com

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مجلة دار العرب نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد االمقالات أول ً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

مجلة دار الـعـرب الثقافية

مجلة عراقية . ثقافية . أدبية

احصاءات المجلة

جميع الحقوق محفوظة لمجلة دار العرب الثقافية - تطوير مؤسسة إربد للخدمات التقنية 00962788311431

مجلة دار الـعـرب الثقافية