نهى عودة - فلسطين
ما عاد يجدي بضعُ تمتماتٍ
تتهافتُ الطيورُ لتأكلَ نصيبَها منها
إنّ في الأروقةِ حديثا لم يكتمل
وفي الزِحام شغفا ينتظر قاطفوه موعده
وفرضية الخلود كسرها الموت
فأذهل اللاحدين بها
والأموات وإن شيّدتَ لهم سفوح السماء
سيُغلق بابُهم عليهم
وإن نظمتَ القصائدَ التي تُبكي ناحبيهم
لن ينزلَ منها قطرةُ غيث .
الريحُ أودَت بهم
وزيتونتي تمردت هناك
فقررت الانتقام
أخبرتني الأرضُ بأن حنينها ذهبَ في مهبِ تلكَ الريح
بعد أن قزّم الخذلانُ عمالقتَنا
ومات العلّامةُ وهو يستجدي كِسرة الخُبْز
فقد كان جارُه آخرَ تلامذته
وما نفعُه
ولا كان من المبجلين
وإنّي اتخذتُ الأحمرَ للحداد
والأسود غدا سيدَ النصرِ إن أراد
والأبيض أعلن العصيانَ على السلام
والأخضر نفرش به درب الشهداء .
أحجيةٌ كانت آخرَ وصيةٍ لي
فأنا
يا أنا
قصصت ضفيرتي انتقاما منك
فقد رأيتُك تردد بأن الوطنَ كان لنا
ولم تلمحْني على أسوار عكا
لم تدقَ جرسَ كنيستي في القيامة
ولم تُعد لي هويتي
فلربما نُبعث وعيسى
ونموت لنحيا بجيشه هناك
حيث لا مفر إلا
منها
إليها
والشؤم يلوح بالأفق منذ دهرٍ ونيّف
لكني سأقفل أسوارَها عن الغرباء
فهم من رمى بي إلى الخيام
وفقدت عمري وأنا أطارد الحب
وأناشدُ من يُقرِئ من لبنان لفلسطين السلام .
لربما يكتب التاريخ يومًا بأنّ اللاجئة
قد مرت من هنا .