افلة الخلود
أحمد مانع الركابي
الــــــحقُّ معناكَ الذي يتوسّـــــعُ
ورؤاكَ ضوءٌ كلّ ليـــــــلٍ تدفـعُ
عجبا لشمسك في المغيبِ وفجرها
لازالَ في كلّ المشارقِ يسطـــــعُ
فنداؤكَ الهيهات ألـــــفُ يمــامةٍ
ببريدها لــــــــلآن صوتكَ يسمعُ
أطلقتها نحو الــــــزمانِ رسائــلا
أهدافـــها جيـــلا طموحا تصنعُ
( يا ليتنا كنّا ...) انتــــــــماء رئاتنا
لهواءِ معناكَ الذي لا يخــــــــضعُ
يا محـييا للمــــــــوت موتكَ آخـرٌ
معنىً تفـــــلسفهُ الحياةُ ومـصرَعُ
للآنَ قافــــلة الخلودِ تقــــــودها
رؤيــــاكَ نحو مسيرةٍ لا تخــــنعُ
وكجدك الإسلامُ أنـــت حملـــتهُ
روحا لها في كل عضوٍ موضعُ
قد كنـــــت فكرتهُ وتعـــلمُ أنّــه
لولاكَ أميــــالَ الضلالة يقـــطعُ
نهجٌ يحــــــرفه الظــلامُ وحكمةٌ
عرجاءُ أحرفها المــسافةُ بلـــقعُ
فزَجَجتَ فيها الضوءَ تعطي ليلها
قمرا... ينيرُ لها الطريق فتتبعُ
لو مرّ عاشورٌ نــــــراكَ مدائنا
بالحزنِ يلــــبسها السوادُ فتدمعُ
معــناكَ يبتكرُ الزمانَ فكــــلّما
قُرِئ الــــحسينُ حروفهُ تتصدّعُ
دونتـــــــــهُ بـــدماكَ ثمّ نثـرتهُ
نحو العصورِ سطورهُ تــــتشعشعُ
تخشاهُ أفكــــــــارُ الطغــــاةِ لأنّها
للـــــزيغِ للمعنى المحـرفِ منبعُ
الشعرُ روحٌ بتّ أسكــــبُ قطرها
بسمــــــاءِ أحرفِكَ القصيدةِ يبدعُ
يتـــــوحدُ المعنى ، فأفــقُ ختامهِ
لازالَ يشـــرقُ من رؤاهُ المطلعُ
للعشقِ ألــــــــفُ حكايةٍ لكـــنّما
أنتَ الوحيــــــدُ بعــــرشهِ تتربّعُ
يَتعجّبُ المـــعنى ليوسفَ قطّعت
أيدٍ وعشقـــكَ ألفَ كفٍّ يقــطعُ
فقميصكَ الإيـــــمان ريحُ نبوّةٍ
بالمــسكِ كلّ حروفها تتضوعُ
ألقيتهُ فوقَ الزمانِ ولـــــم تزلْ
فيه البصائر والرؤى تتـــوسعُ
قد أبــصرَ الأسماءَ ثمّ سمــاءها
ثمّ انتقــــاكَ حضـــارةً لا تركعُ