يا أهل ذي قار
رعد الدخيلي
يا أهل (ذي قار) يكفي اليوم تصعارُ
فالخدُّ أمسى كوردٍ فوقه النَّارُ
قد آنَ تولون للأموات حقَّهمُ
بالثأر ممن يقي إذاءَهُ الثَّارُ
قد مات من كان يرجو الخير من وطنٍ
لكنْ توفّاهُ قبل الخير أشرارُ
أستغفر ﷲ لم أكفر بقدرتِهِ
تعجَّلَ الموتَ بالإحراق كفّارُ
لم تشفِ من كان في المشفى طبابتُهمْ
لكنْ أماتَتْ .. فأثوى النَّاسَ إقبارُ
و الكلُّ يدري بما يجري.. بأعينهمْ
رأوا .. كذاك ترى الاشياءَ أنظارُ
لكنْ تخبّي حقيقاتٍ .. و محنتنا
بأنَّ ما ظلَّ في (ذي قار) ثوّارُ
كيما يثورون ضد الظُّلم في بلدٍ
في (ثورة العشرين) أجدادٌ لهم ثاروا
في كلِّ يومٍ لهم شبّابُ تقتلهم
بنادق القنص و القنّاصُ غدّارُ
و حين جاء إلى المشفى بفعلتهِ
من يضمرُ الشَّرُّ أو يخفى لهُ العارُ
مات المساكين في ليلاء محنتهمْ
و شيّعتهم لقبر الموتِ أوزارُ
و دار في النَّفس إحساسٌ يؤرِّقها
ماذا يراد !؟.. و في الوجدان أفكارُ
هل جاء من جاء للمشفى يعالجُهُ
أم جاء للموت كي تفنيه أخطارُ !!!؟
و رغم هذا .. و رغم الضَّيم في وطني
أرى يروغ بسخف القول مهذارُ
هذا يقول : قناني الغاز قد حرقتْ
و ذا يقول : أما في الحجر إنذارُ !؟
و بعد ماذا ؟!..
أبعد الموت قد عرفوا
إنَّ المقصِّرَ عمّا كان سمسارُ !؟
و بعد ماذا .. أبعد الموت يا وطني
تحققُّ اليوم .. و الأموات أطيارُ
يشكون لله هذا الظَّلمَ في وطنٍ
من القبور .. فهم للّه قد ساروا
غداً يبثّون للقهّار آهتهم
و يشهدون .. فما في الموت إنكارُ !
غداً سيحكون ما عانت مدينتهم
و تشكو لله يومَ الحشر (ذي قارُ) !!!