ثرثرة برؤوس أصابعي
وشهدتُ الوان الدّمار بموطني
فرأيتُ وجه الظّلم في الاحياءِ
ورأيتُ ظهر الصّبر ناء بحملهِ
قد أثقلته مواجعُ الفقراءِ
ورأيتُ نعشًا للحياة مشيعًا
حملته امواتٌ بدون رثاءِ
فوجدتُ إنسانًا بغير مهابةٍ
دون اكتراث السّلطةِ الهوجاءِ
وقرأتُ قانونًا أسنَّ رذائلًا
وضعتهُ اشباهٌ بلا استحياءِ
فتشيّدتْ دور البغاء وعُمّرتْ
وتعطّلتْ دارٌ لدى النبلاءِ
ولمحتُ رعديدًا يقض مضاجعًا
حرستهُ ابعاضٌ من الجبناءِ
مَنْ كان ملآنًا بجهلٍ قد علا
ومطوّقًا في شلّةِ السّخفاءِ
ولذاك في فنِّ الرّحيل تفننوا
قبل انتهاء الوعد والإملاءِ
ورأيتُ جمعًا فاقدًا لصوابهِ
يمشي بلا خفٍّ إلى الإغراءِ
ولحظتُ عمرًا سائرًا في دربهِ
متجرّدًا من ذاكرٍ عمياءِ
ورمقتُ أنثى قد تجمل نفسها
من غير وعيٍ تكتسي بعراءِ
قد أوهموها جرّدوها حشمةً
فتأكسدتْ من أعينٍ ظمياءِ
فرأيتُ في الأفقِ الرّحيب سوادةً
مملوءةً بالسّقم والأعباءِ
بل انّ خيط الفجر اصبح شاحبًا
فزفيرهم قد ساد بالأجواءِ
لكنّ فاه الحقِّ بات مكبلًا
بلجام ابعاضٍ من الجهلاءِ
أدركتُ انّ الشّعب قد عاثت به
كتلُ الفساد وشلّةُ الرّعناءِ
وعرفتُ انّ الآه فرض همومنا
ولذاك شارعنا بلا أضواءِ
لم أنسَ انّ الإنتصار له أبٌ
هو ذا العراق سما إلى العلياءِ
مذ قال : هيا للجهادِ فسارعوا
شيبٌ شبابٌ بل وجمع نساءِ
كلٌّ تخندق للقتال بموضعٍ
دعمًا وجادوا فالجهاد كفائي
يا راكب الدّنيا فتلك مطيةٌ
ولدار اخرى معبرٌ لبقاءِ
لا تصحب الغث السّقيم ورأيهِ
كي لا تُمس بعلةٍ ووباءِ
وامشِ إليها في خطا وثابةٍ
واصنع جميلًا دونما اعياءِ
واصبر على البلوى فلست مخيرًا
بين الرّحيل أو البقا بخواءِ
لا تبقَ مسلوب الإرادة خانعًا
واجعل صحيفك نيرًا بعطاءِ