ســــراب
أحمد عثمان
حين يغمُرُني السُكون .. وتلْجَأُ رأْسي لوسادتِها؛ تتجمعُ حوْلَها العصافيرُ مُسْتأنِسَةً .. مُسْتَكينَةً .. تُسامِرُنى .. وأُسامرُها ..تحكي ليَ الحَكايا؛ عن حياتِها، وأحوالِها، وهُمومِها، وطُموحِها .. تحاوِرُني .. أُحاوِرُها.. تأنسُ لرأيي، وآنسُ لرأيِها.. تُجادِلُني.. يأخُذُنى الشُرود .. تنْقُرُ رأسي بمَناقيرِها الصغيرة؛ لعلي أعودُ لصوابي .. أنْتَشي؛ وقد امتلأتْ خزائني .. أَهِمُّ من سَكْنَتي .. أشحذُ قلمى، وأفتحُ دفْتري؛ لأسْكُبَ على صفحاتِهِ حصيلة سامرِنا .. ترمُقُني .. تهب واقفةً على أطرافِ أظافرِها الدقيقة ..تتشنَّج أجنِحَتُها، ثُمَّ .. ثُمَّ تُغافِلُني وهى تُقْلعُ بعيدًا؛ تُجَلْجِلُ ضَحِكاتُها في الفضاء، وهى تَتَلهَّى برأسي ..