( قفر وجمر )
د٠جاسم الطائي
إقرأ خطوطَ الوجهِ وارسمْ ملحمَه
واخرِسْ يراعاً بارعاً كمُسيلَمه
قد كان سطَّرَ للشبابِ وسحرِه
واليومَ يتركُ لي جراحاً أوسِمَه
فاعزِفْ على بؤسِ السنينِ ملاحناً
تُدمي قلوباً بالحياةِ مُنَعَّمه
واركبْ بحورَ الشعرِ قاطبةً على
سُننِ الألى نثروا المشاعرَ مَرحَمه
عجبي على هذا الزمانِ وحكمهِ
يُشقي كحدِّ السيفِ روحاً مُرغَمه
نضبَتْ دموعٌ تستشيطُ بقيظِها
فرَمى القفارُ ببطشِه ،لن تهزمَه
وتيبَّسَتْ أغصانُها وتكسَّرَت
فأضاعَ وجهُ الصبحِ منها معلَمَه
استنطِقُ الوجهَ العتيقَ بطُهرهِ
وأراه يعصِفُ بالأنينِ مُكَتِّمَه
وأرى خيالا كان قلباً نابضاً
واليوم كالمِرآة صرتِ مُهشَّمة
عينايَ في عينيكِ يا بحرَ الأسى
كلتاهما لا تشكوان لِمَظلمَه
أين الذي أحرقتِ فيه فصولَها
تلك السنين بذكرياتٍ مؤلِمه
بل أين حَصدُ العمرِ بئس سنابلا
والريحُ تذرو حَبّها متجَهِّمه
لا ترمقيني بالسهامِ فإنني
هذا الفؤادُ كما الحطامِ مُلَمْلَمَه
قولي فللأيام قولَتُها إذا
قُتِلَ الكلامُ بصمتِنا ، ما أكرمه
وارمي بكل حمولِ هذا الدهرِ كم
أعيى سواكِ من الجموعِ وأسقمَه
من لي بقرص الشمس في بئرِ الدجى
لا ركبَ يسألُ في السقايةِ أنجمَه
يا غربةً كالسمِّ تسري في الحشا
إن النهايةَ كالبدايةِ مُظلمه
يا ليت شعري كيف تغفو دمعتي
تحت المحاجرِ تستكينُ مُعَلقمه
وأنا أشدُّ على يَدَيَّ لتنبري
رسمُ الملاحمِ يقتضيها مُلهَمه
يا ويحَ داراً قد أضاع نجادُها
سقفا فتاهوا في الفلاة كشرذِمَه
----------------