التَّعَبُّــــــــــدُ بالجمال
عبداللّه عبّاس خضيّر
سبحـانَ مَن أبدعَ هذا الجمالْ
وطَعّـمَ المِشــــــمشَ بالبرتقالْ
وطــشَّ في الخدّيـــــنِ رُمّانَهُ
ولابـسَ المنگــــا بتينِ الشمالْ
على شفــــــــاهٍ صبَّـــــها كلَّها
من عســلِ الشـامِ الذي لايُنالْ
أرسلَ قــــــرآناً بها صامـــــتاً
وناطـــقاً من غيرِ قيـلٍ وقالْ
الوردُ مشــــــغولّ بوجْنـــاتها
يسألُني ثمّ يُعيـــــــدُ السؤالْ
والنورسُ الصبّ هوى من علٍ
وكان من عليـــائهِ في الأعال
كأنّ مرســــــــالَ الهوى شاقَهُ
وهاتـــــــفاً نادى به أنْ تــعالْ
والنهـــرُ أرخــــى ماءَهُ نحونا
ومدّ جُنحَ الموجِ فوقَ الرّمالْ
ولست أدري كم عصورٍ مضتْ
وكم غفَـتْ في شفتينا الليالْ
فالصمتُ تسبيحٌ على عرشِها
والسُّكْرُ بالقُبـــلةِ سُكْـرٌ حَلالْ