-->
مجلة دار الـعـرب الثقافية مجلة دار الـعـرب الثقافية
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...
random

لغة راقية [ 6 ] ..... كنب: يحيى محمد سمونة

 لغة راقية [ 6 ]

كنب: يحيى محمد سمونة



بمجرد تحرير معنى مفردة لغوية في ذهن امرئ، حتى تبدأ مرحلة بناء علاقة قائمة وفق المعنى المحرر ، فإن استوفى - المعنى المحرر - شروط الصحة و السلامة من حيث الفهم و الاستنباط و الحيثيات و المراجع والمستندات، فذلك يعني بناء علاقة سليمة صحيحة و سديدة. فتحرير معنى كلمة "عدو" مثلا على نحو صحيح و سديد و سليم يعني عدم مقارعة و محاربة أصدقاء و حلفاء و مواطنين و أصحاب عهد و ذمة و ميثاق، و إنما جل الاهتمام ينصب في توجيه ضربة لعدو حقيقي غير وهمي ولا افتراضي [ لذا وجب على السادة و القادة و زعماء الأحزاب و أصحاب الشأن و القرار - على سبيل سلامتهم و أمنهم و عاقبة أمرهم - معرفة عدوهم الحقيقي و توجيه الضربة له، دون ضرب من لم يدخل نطاق كلمة "عدو" و ذلك حفاظا على طاقات و قدرات يحتاجها المجتمع عند مقارعة عدو حقيقي]
كم من وعي تحتاجه هذه الأمة كي تحافظ على طاقاتها و قدراتها و عدم تبدديها هدرا في صراعات جانبية ما هي سوى مفرزات لسياسات خرقاء رعناء بائسة يائسة، و ليست سوى مفرزات لمصالح شخصية منتنة مقززة!
أيها الأحباب:
ألم أقل لكم إن المثال الذي يضعه المرء في ذهنه و ذاكرته وحده يحدد سلامة سلوكه أو انحرافه و سقوطه
إننا اليوم ضمن نطاق ساحاتنا الثقافية لم نعد ندرك و نحدد حقيقة العدو حتى غدونا للأسف نحارب و نعادي ونقارع و نبدد جهودنا بجهل و غباء كل من عادى فكرنا و توجهاتنا و خطنا السياسي، ثم نسعى للأسف إلى قتل قامات علمية عظيمة و واعدة! ثم نغلف فعلتنا الشنيعة تلك باسم القانون !!!
إن معرفة العدو الحقيقي - غير الوهمي ولا الافتراضي - و توجيه السهام إليه وحده فحسب، يعني توظيفا للطاقات و منعا للهدر و تثبيتا لدعائم دولة قوية عظيمة الشأن مرهوبة الجانب.
أيها الأحباب:
إن ما نراه اليوم من حروب دموية لا يعدو أن تكون أعمال هرج و هدم و سفك للدماء دون مقابل!
أيها الأحباب:
لقد بدت البشرية اليوم - بفعل السياسات الخائبة - كأنها مسحوبة من منخارها تقاد إلى حيث تذبح.
أيها الأحباب:
لقد بينت لكم في منشور سابق أن عدو الإنسان هو الشيطان و من تبعه و عمل بأمره وفق المخططات التالية: 1 - العمل على انتزاع الإيمان من قلوب الناس
2 - قتل و سحق الفطرة التي فطر الله الناس عليها
3 - انتهاك حرمة الإنسان بعد أن حباه الله و أكرمه بحرمة [ حرمة الإنسان هي أرضه و نفسه و عرضه و ماله و دينه ]
فأيما قوة قاهرة سعت و تسعى إلى انتزاع الإيمان بالله من القلوب، أو عمدت إلى تبديل الفطرة التي فطر الله الناس عليها، أو تعدت على حرمات الناس تحت أي ظرف أو ذريعة كانت، فذاك هو العدو الحقيقي، ذاك هو العدو الحقيقي

عن محرر المقال

aarb313@gmail.com

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مجلة دار العرب نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد االمقالات أول ً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

مجلة دار الـعـرب الثقافية

مجلة عراقية . ثقافية . أدبية

احصاءات المجلة

جميع الحقوق محفوظة لمجلة دار العرب الثقافية - تطوير مؤسسة إربد للخدمات التقنية 00962788311431

مجلة دار الـعـرب الثقافية