قراءة إنطباعيّة لنص الموسوم ( بَصيرة ) للكاتب عصام الشب
تقديم أ / محمد الميالي
قراءة أ . أميرة إبراهيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
السادة أعضاء رابطتنا الغالية
وقد فاز بتصويتكم نص بصيرة للكاتب القدير الأستاذ عصام الشب
وقد تفضلت بالقراءة الباذخة أميرة الرابطة الأستاذة أميرة إبراهيم
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قراءة إنطباعيّة
النّص:
بعد أن رَجمَ وسواسه... ارتَقى يقينُه، فأصلحَ ما بينَهُ و بينَ مولاهُ.
حين أُكرِمَ ببطانةٍ شَدّت مِن أزرِه، استقامت لهُ الأمور... أوعَزَ للذِئابِ حِراسةَ القَطيعِ.
القصّة القصيرة جدًا فنّ استهوى الجميع بأركانه المتنوعة فهي كالسّهل الممتنع، تروقك سلاسته ودهشته فتحاول فكّ ألغازه وتأويلاته من خلال البحث عن مفتاح يقودك إلى فهم النّص، وكم تصبك الدّهشة عندما تجد نفسك أمام عدّة تأويلات فتختار الأقرب إلى نفسك وفكرك ..وهذا دليل على تمكّن القاص من كتابة هذا النّوع من الأدب .
لنحاول تفكيك النّص ولنرى كيف استطاع أن يتميّز على نصوص عدّة من خلال اختيار الأصدقاء له.
نبدأ بالعنوان((بصيرة)) نفهم من هذه المفردة الإستبصار والكشف عن الصّح والصّواب، حيث تختلف قوة الإدراك والفطنة والعلم بخفايا الأمور من شخص لآخر، فبطل قصّتنا كان على علم بأخطائه وقد اهتدى ببصيرته وتوبته فرجم وسواسه وماتسوّل له نفسه، ذاك الصّراع بين مايريد ومايخالف إلى أن أدرك وتيقّن أن الحقّ باقٍ لامحالة، والنّقاط الثلاث التي وضعها كاتبنا لم توضع هكذا عبثًا أو معنى فهي دليل أن هناك صراع نفسيّ داخل البطل بين الرّجوع عن الخطأ والإعتراف به وبين عدم الرّجوع في مسيرته وأخطائه ، فحين تاب واستقام نال رضا النّاس فأوكلوا له أمر الرّعيّة ولكنّ الشّيطان بثّ داخله وسواسه من جديد وجعل أمور الرّعية التي أمنته على شؤونها بيد جلاوزته وطمعهم فنهبوا كلّ شيء وأمام عينيه.
أتوقف قليلاً عند عنصر المفارقة في نصنا هذا حين يرتبط بالإدهاش بين حدثين منفصلين وتأتي في القسم الثاني من النّص،فحين تكرم نوعًا من النّفس البشرية يكون الجزاء مخالفاً لما تتوقعه،تحاول أن تصلحها لتكون عنصرًا هامًا في المجتمع فتفاجئك بالنكران والعودة إلى الضّلالة بالغدر والخيانة.
النّص عبارة عن رسالة يبعثها لنا قاصنا ا. عصام الشّب بأن هذه الحياة فيها يختلط الصّالح بالطالح فهناك من يتعلم من دروس صادفته وأناس حاولوا هدايتهم ودلهم على الطريق الصحيح إلا أن ضعف نفوسهم أبى التوبة الصّالحة النّقية،وهذا ماحدث مع بطل القصّة حين قرأنا الخاتمة((أوعز للذئاب حراسة القطيع)) فكيف لك أن تأتمن السّارق على كل ماهو ثمين ..؟
كيف لك أن تأمر القاتل بحماية القتيل ..؟
هي النّفس الأمّارة بالسّوء التي ترفض أن ترتدع إلى جادّة الصّواب وتعود بعنف أكبر .
نصّ مكثّف توّج بأركان وعناصر القصّة القصيرة جدًا في لوحة واقعيّة رائعة نلمسها يوميًا ونحاول تسليط الضّوء وإيجاد حلول لها .
ربما تتعدد القراءات لنص واحد ولكن هذا ماوصلني من النص وأتمنى من الأصدقاء وضع تأويلاتهم .
-النّص//لوحة مكتملة الأركان
-العنوان//يخصّ النّفس البشرية من إدراك وفطنة
-التّكثيف//جاء مكتملاً لاخلل فيه
المفارقة//أذهلتنا لقوتها
-الخاتمة//جاءت صادمة أدهشت القارئ بعد جذبه ببراعة.
ليس غريب هذا الإبداع على قاصنا فقد اعتدنا على أسلوبه المميّز وبراعته في فنّ القصّ.
تحيّة للكاتب الأديب ا. عصام الشّب وألف مبارك تألّق نصّه.
وكلّ التّحية لمشرفة الفقرة ا. فوزية الكوراني .
هي قراءة انطباعيّة ولست بناقدة فأرجو أن أكون قد وفقت .
أميرة ابراهيم/سورية
الخميس ١٧/٦/٢٠٢١
/////////
أبارك للأستاذ عصام الشب فوز نصه
وللأستاذة أميرة إبراهيم على هذه القراءة الباذخة..