ذي قارُ و الإنسانُ و الشُّهداءُ
أحمد القيسي
إلى ثورة ذي قار البيضاء - التي أبت يد الموت و الغدر إلا أن تلوّنها تلطخها بزكي دماء شهدائها و غض ورودها البريئة اليانعة غضارة ربيع سحقته قدم الدخلاء .. مع خالص حبي و تقديري لذي قار العزة و البطولة نخلة العراق الأبية الشامخة العصية الموغلة جذورها عمق ضمير الأرض و فرعها زهو السماء و ملاعب الشموس .. و أهليها الكرام
و عظيم تحية اكبار و فخار و لكل شهدائها الأبرار و كل شهداء العراق الأحرار ,, أنحني بكل كبرياء النخيل و شاعرية الفرسان ..
ذي قارُ و الإنسانُ و الشُّهداءُ
.................شلاّلُ شمسٍ باعُها الخُيلاءُ
ذي قارُ فكـرٌ موقفٌ و رسالةٌ
….......…...سِلْمٌ جَمــــالٌ روعَـةٌ و سَناءُ
يَرقَى إلى فَلَكِ الشُّموسِِ نَشيدُها
......….و صَدى الجِِـراحِ فَراشَةٌ و غِنــاءُ
كفرتْ بأصنامِ الطُّغاةِ جَهالةًٍ
…......سََقَـَطََ القِِِناعُ - خُطُوطُها الحَمراءُ
ماذا نُحدّثُ عن جَحيمِ حَياتنا
........…. و بنا يبيعُ و يشتري الأُجَـــراءُ
جُوعٌ ضَياعٌ ثورةٌ و قيامةٌ
.............غَـدرَ المَقامِـعِ يرتَقي الشُّهـداءُ
أين الخُطوطُ الحُمرُ تََشجبُ مُنكَـراً
...........شَعبٌ يموتُ لِتَسمَنَ الخَضْــراءُ
يتغانمونَ أسَى الأراملِ ِلوعةً
.......…. قوت اليتامى ٍ ينهب السُّفــراءُ
سُودُ الجباهِ كذا القلوب تكالبوا
....….. صالَ الدُعـاةُ و أطـرَقَ الشُّرفـاءُ
هيَ قِسمَةٌ ضِيزَى تَكِـزُّ نِيوبَها
.….. اللحـمَ الحَــرامَ و أسلـمَ الخُرَمــاءُ
باسم الصَّلاحِ تَناهَبُوها مَورثاً
…........... حتى المقابــرَ كشَّرَ الزُّعمــاءُ
االأرضُ أبقى و الأمانةُ مَنْهَجٌ
…...… يَحيــا بـــذاك و يَنْتَهـي العُظُمـاءُ
من أنتمُ حتّى سَلبتُمْ صًوتَنا
…....…... حَــقَّ الحيــاةِِ تَسيَّدَ الغُرَمـاءُ
شَتّانَ بين خبيثَةٍ مُجتَثَةٍ
....…… و أصيلةٍ و جُـــذورُها البطحــاءُ
نحنُ النخيلُ مباركٌ من جنّةٍ
…....... حُـــرّ التُّرابِ فُروعُــــهُ الجَـوْزاءُ
إذْ نَحنُ مِنْ شَنْعارَ أمّاً طِينَةً
…...... مـــاءُ الفُــراتِ جِِرافُــــهُ الغَـــرّاءُ
نحنُ ابْتِهالُ الأرض زُخْـرفَ مَجدِِها
…....…..عِطــرُ الخَليـلِ و أورُهُ الفَيحــاءُ
إذْ نحنُ جُمْجُمَةُ الزّمانِ و رمحُهُ
…........… الهجــرةُ الأنصـارُ و الخُلَفـــاءُ
نحنُ الشُّموسُ الغرُّ في فلك الضُّحى
…....…. نحنُ البيـانُ الفتــحُ و الأُمــراءُ
عشتارُ توشكُ أنْ تنادي فجرَها
…....…...نحـنُ العِــراقُ و أنتمُ الدُُخَــلاءُ
سيزيفُ يأبى أنْ يموتَ الحبُّ في
.............بلــدِ العظامِ - يَقُــودُهُ العُمَـلاءُ
يا مَن تظنّونَ الُِّشُّعُوبَ قَطيعَكُـم
…....….…..و دم ّ الرّقـابِ لِسَيْفِكُم أفياءُ
و كما النّعاجِِ نُساقُ هَمْزَعِِصِِيِِِّكُمْ
….......…… و بُيُوتكُم بِدَمِ الشَّبابِ تُضاءُ
و نُساقُ ذلا كالعبيدِ لِفَيئِكم
….........… أملٌ يضيعُ و موقِِفٌ و رَجاءُ
إذ تملكون الدّينَ و الدنيا معاً
….......…… أرضٌ تذلُّ لِبَطشكم و سَماءُ
أصبحتُموا فَوق الإلهِ مَكانَةً
…..….... قَـدرٌ يُسبّحُ باسمكم و قَضــاءُ
نازَعتُمُ الجَبّـارَ كِبْـرَ رِدائِـهِ
…...….. سَتَحـلُّ فيكم غَضْبَةٌ و فَنــاءُ
لنْ يَّغْفَـلَ التّاريخُ بَطشَ ضباعِكُمْ
…...... و غَــدا تَـدُوخُ بذَنْبِها الأرجــــاءُ
أنتُم و مَنْ رَكَـنَ الظَّلامَ عَناكباً
…........ نــــارٌ تَفُِــحُّ وَقُـودُهــا الزُّعَمـاءُ
سَتَخِـرُّ في إرَمِِ العَمادِ جَماجمٌ
….....… سَتُطيحُ هََـول سيُولِها الغَبـراءُ
شعبٌ سَيَبرأُ مِنْ إلهِ ضَلالِكُـم
...…. حُـوبٌ سَيَمحَقُ زيفَكُـم و دمــــاءُ
فَأبو تُرابٍ ماتَ بُرءَ تُرابهِ
….......... لـم تَكْتَنِـــزْهُ عَمائِــرٌ و ثَـَــراءُ
إنا لَنَبرَأُُ مِنْ إلهِ مََفـاسِدٍ
…........… فكفى العَناءُ يجــرُّنا و غبـاءُ
إنْ كان معنى العشقِ بَذْلَ عزيزة
.......فَمَنِ الرََّصاصُ و مَنْ هُمُ الشُّهداءُ؟
ما عـادََ تاجٌ للرُّؤوسِ تَمََرَّغَتْ
........ بــدَمِ الشَّهيدِ خُطُوطُهـا السوداءُ
أن كان أَنْ معنى القَداسة حلبنا
............و كما القَراد ضُرُوعُها البُسَطاء
الدّينُ ذئبٌ و الرُّعاةُ بهيمةٌ
........ بئسَ العبيـــدُ و بئسها الزُّعمــاءُ
برأ َ الإلـهُ الأنبيــاءُ مَــلائِكٌ
,,,,.....,,,, أنّْ يُّستَباحَ ِظِلالها الضُّعفــاءُ
فالله نورٌ و الرِّسالةُ رحمةٌ
............واللهُ خَيـرَ عبـــادهِ الفُقَــــراءُ
ياسارقين الخبزَ من أطفالنا
........... رُعبَ المقابـرِ يسكنُ الأحيــاءُ
فَبِـــأَيِّ آلاءٍ سأؤمـنُ مَفزَعاً
…........ أَ كما الخِــــرافِ تقـودنا الآلاءُ
سَفَهاً لأصحابِ الولائِمِ شَوَّهُوا
.............عَــدلَ الإله يرودهُ السُّفهـــاءُ
فالعلم يرقى بالكَرامَةِِ للعُلا
...............لا أنْ تَسُودََ بظلِّـهِ الدََّهْمـاءُ
لا أنْ تَمُوتَ مَدارسٌ و طُفولةٌ
.......... فَشلَ الضَّياعِ تقــودنا الأشلاءُ
جَفَّ الفُراتُ و أحرَقُوا عمّاتنا
......... نَهَبوا البـــلادَ أيَسرِقُ النُجَبـاءُ
يا دولةَ السُّرّاقِ تزعُمُ فِريةً
…....….. أنَّ الشَّوارعَ بالرَّصاصِ تُضـاءُ
من يَركَنِ الظُّلمَ البغيضَ تَمَسّهُ
….... نـــارُ الحساب ِ و صرخـةٌ و بكاءُ
ذي قارُ يا ألقَ العُصورِ و سحرهُا
....… نبض الحياة و صحوةٌ و وفـــاءُ
إيقُونةَ التّاريخِ نخلَ شموخنا
….......… أنت الكـرامةُ ثورةً و عطــاءُ
ذي قارُ مهدَ الشمسِ مسقطَ رأسِها
…........… أنت الحياةُ و دونك الأسماءُ