هـــــــــذا أنا
عبداللّه عبّاس خضيّر
قربَ الخطوطِ الحمرِ نلعبْ
لا سورُنا عالٍ ، ولا في الأرضِ مهربْ
ورؤوسُنا في سلّةِ الأمراءِ حان قطافُها ،
لا بدّ من كأسِ الرّدى لا بدَّ نشربْ
باسمِ المقدّسِ أعلنوا ذبحي ،
وباسمِ شريعةِ الوكلاءِ أُصلَبْ
وأنا يعيشُ اللّهُ في قلبي
وما لي غيرَ عشقِ اللّهِ مذهبْ
من يومِ دحوِ الأرضِ ،
هذي الأرضُ أحرثُها وأزرعُها ، وتُسلَبْ
كي تشبعَ الغِربانُ والحيتانُ والجرذانُ ،
ثمّ يموتُ جوعًا من تعذّبْ
هذا ترابُ أبي ، وذلك قبرُ أمّي ،
ذاك جرحُ أخي على الجبَهاتِ يَشخبْ
هي دارُنا ماذا يُغيظكَ يا غرابَ الشؤمِ
فوقَ النخلٍ تنعبْ
عبّاسُ ماتَ هنا ، وعوّادٌ هناك ،
وفي ربى الأنبارِ زينبْ
ونساؤهمْ سُبيت ْ، ونسوانُ
الأميرِ على الشواطيءِ
تستحمُّ وتلبسُ الذهبَ المقصّبْ
هذا أنا من نسلِ صنّاعِ الحياةِ
فإنْ أمُتْ في لوحةِ الشهداءِ أُكتبْ
أنا لستُ سائسَ جمعِ خيلِكَ
يا أميرُ فإن غضبتَ عليّ فاغضبْ