عرّافتي
ضمد كاظم الوسمي
عَرّافَتي رَشَفَتْ طِلى فِنْجاني
لا تذْكُرَنَّ اسْمي ولا عُنْواني
*
خُذْ بُنَّكَ الْمَلْفوفَ في سيجارَتي
مِنْ تِبْغِها الْمَشْبوبِ بِتُّ أُعاني
*
خُذْ لَحْنَكَ الْمَعْزوفَ في قيثارَتي
آنَ الْفِراقُ حَذارِ أنْ تَهْواني
*
دَعْ في الْمُنى عَطِري ودعْ قارورَتي
واكْتُمْ أحاديثَ الْجَوى وانْساني
*
إيّاكَ تشْربَ في الصَّبابةِ خمْرَتي
هذي شُروطي للْمُحِبِّ الْعاني
*
قالتْ أَحقّاً لُمْتَني يا عاذِلي
أَفَما تَرى كَيفَ الْجَمالُ سَباني
*
إذْ صادَني صَبٌّ بِنَوْرِ غُرانِقٍ
قُلْ كَيفَ لو كَأْسَ الْوِصالِ سَقاني
*
صَيدُ الْهوى أنَا لا تَقولي صائداً
سَهْماً رَماني في لِقاكِ زَماني
*
فَبَهاكِ أثْمَلَني وَصارَتْ في الدُّنا
عَيناكِ مَصْدَرَعِزَّتي وَهَواني
*
وكَتَمْتُ عَنْكِ لَواعِجي قالتْ أَنا
يا صاحُ أَوْلى مِنْكَ بِالْكِتْمانِ
*
جُبْتُ الْبِحارَ أَعومُ في أعْماقِها
دَهْراً بِلا سُفُنٍ وَلا سَفّانِ
*
وَمَضَيتُ أبْحَثُ عَنْ تُخومِ جَزيرَتي
فَوَجَدْتُها رَوضاً عَلى الْحِيتانِ
*
سُلطانُها مَلَكَ الْقُلوبَ بِشِعْرِهِ
وسَطا عَلى الأْلْبابِ بِالْوِجْدانِ
*
ياسَيّدي أَمْطرْ عَلَيَّ قَصيدَةً
في حَرْفِها الْوَسْميُّ كَالْوَسْنانِ
*
ألْحِبْرُ أَوَّلُها وَأوسَطُها صَدى
لَحْنٍ وَآخِرُها عَلى الْأغْصانِ
*
وتُغازِلُ الأوراقَ في أشْجارِها
وتُراقِصُ الْأسْماكَ في الشّطآنِ
*
وَسَلِ الْزُهورَ عَنِ النّدى مِنْ قُبْلَةٍ
في الشَّوقِ تبْحَثُ عَنْ رَبيعٍ ثانِ
*
إدْعُ الْفَراشَةَ لِلرّحيقِ وَوَرْدِهِ
وَدَعِ الْخَريفَ بِرَمْلِهِ الظَّمْآنِ
*
هَيهاتَ ياعَرّافَتي أمْسى الْهوى
سِرّاً تَمَلَّكَهُ غَزالُ الْبانِ
*
باللّحْظِ أرْداني وَوَلّى شارِداً
لكِنَّهُ في لْفْتَةٍ أحْياني
*
شاعر العراق