علىٰ شَواطِئ الرُؤى ..
كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي
العِراقُ _ بَغْدادُ
مِنْ غير ميعادٍ يطرقُ بابيّ القمرُ ينتشلني من بين براثنِ الوجومِ يسافرُ بي عبرَ سماواتهِ اللازورديّةِ كأننّي في حلمٍ أخالُ نفسي صريعاً تتخطفني أيدي المنونِ لا أكادُ أقاومُ سكراتِ التيهِ والانقيادِ مع ما بي من رغبةٍ جامحةٍ إلىٰ طوقِ نجاةٍ وسطَ هذا البحرِ اللجّي أو حتّىٰ عود ثقاب أتعلقُ بهِ ثمَّ ما ألبثُ إلاَّ وأنا في كاملِ الانقيادِ لعوالم لا مرئيّة تستفزُ مشاعرَ فيّ كامنةً تستثيرها تصعقها وتبثّ فيها الروحَ تدعوها للهجرةِ والسفرِ علىٰ مركبِ الأمنياتِ عبرَ الأثيرِ فوقَ السحابِ وإلى أبعد مدى وعلىٰ شواطِئ الذِكْرِ يلوحُ لي طيفك كالشمسِ علىٰ سطحِ الماءِ كرؤى تداعبُ النبض فتشعلُ الجمرَ الساكنَ تحتَ الرمادِ لا بأسَ فلننسجَ من هذا السديمِ سجاداً علىٰ أديمِ صحراءِ الوحشةِ ولنتركَ المقاومةَ لعلِّي بجرفِ طيفك أحتمي أو أكتب بلسانِ الغيمِ همهماتي المتمردةَ كيما أرسم وجهك المشرقَ بينَ الغمامِ يحكي قصصي الحزينةَ أو يضمني إضمامة شوقٍ جارفٍ يُغرقُني حدّ الغيبوبةِ فالدربُ أمسى حالكاً ولكنْ حينَ أبرقَ الضوءُ أشعلَ الجذوةَ فأشرقتِ الروحُ بأعمق ما فيها أزهرَ الغرسُ وأثمرَ فاستحالَ إلى ظلالٍ دانيةٍ من المعاني السامية .