كأنّي اراني فيكِ
أ . جبار الكواز
بل كنتِ انتِ
حين اقتربتُ منك
ثمةَ سوانحُ
ما قرعتْ بابي الّا بحلمِكِ
وكأنّي أراني فيكِ
ظلّاً إلى زوالٍ
او نجمةً لمّا تزلْ تعاندُ سماءَها
وكلما دنوتُ منكِ
توالدتْ خطايَ دروباً إلى المغيب
أهذا ما كنّا قد أولمناهُ
ساعةَ الملتقى
او ساعةَ الرحيل؟!
بحثتُ عن كفّي فلم أجدْها
آلتفتُ
درتُ بجنونٍ
أكنتُ نسيتُها معلقةً على إكرةِ بابك
ام أخذَتْها الرياحُ وديعةَ
رسالةٍ كتبتُها قبل ألفِ عام؟!
ولمّا تصلْ اليك
وحين حدقّتُ في صورتِك الشمسيةِ
رأيتُكِ
وما رأيتُكِ
أ كنتُ أعمى
وانا أقودُ الشمسَ إلى كسوفِ روحي؟!
وما إحترتُ الّا حين إقتربَ مني كوثرُكِ
فقد غمرني
حتى آرتمسَ بي
فأيُّنا النهرُ؟!
وصدري ما زال نديّا بدموعِك
وهذا الفراتُ ظاميءٌ اليكِ
وما في خطاي من حيلةٍ
ألا أن تسيرا اليك
ولستُ بخانقٍ مجرى إنتهلتُ منه
وما ارتويتُ...
اما النسيانُ
-النسيانُ الذي خامرني بهدوءِ حفيفِهِ
فقد أوْدعَني ذكرياتي
وهي موشومةٌ فيما سيأتي من أيامٍ مسبياتٍ
كأنها فديةُ حروبٍ خاسرةٍ-
فلن اطيعَهُ
وهو قادرٌ على طاعةِ خزانتِهِ
التي حرقَتْها سنواتُ النار.
وكلما إوغلتُ برؤياكِ
تصدّى لها
فجرُ ذكرياتٍ ذُبحَتْ
فوقَ أعشابِ حريقِك الأزليِّ
فيا نجمةَ روحي
وصليلَ آهاتي
وهمسَ حروفي
كيف أدنو منك
الّا في حلمي وآحتراقي؟!
أكلانا أوقدَ خطاه شرطَ موتٍ؟!
أم ما زلنا نقامرُ سهوا
ب (انّما الحياةُ زخرفُنا الترابيُّ القديمُ
النابضُ كلَّ لحظةٍ
بالنسيانِ
والذكرى)
فطوبى لنا
نحن الذين مرَرْنا بالالمِ
دونما ضجيجٍ
وما أوغلْنا
- نكايةً به-
الّا بالحياة.