قصيدة: مهنة التعليم
مصطفى جميل حجازي
(مهنة التعليم)
أَلْفَيْتُهـا فَوْقَ السَّحَابِ تَمِيْسُ --- وَكَأَنـّها في الكِبْرِياءِ عَروسُ
وَتَجُرُّ بُرْداً مِنْ ضِياءٍ نَسْجُـهُ --- فَصَبَتْ لِأَعْيُنِهَا نُهىً وَنُفُوسُ
فَتَبِعْـتُها فَعَشِقتُها فَتَمَكّنتْ --- مِنّي وَعَشّشَ في الفؤادِ رَسِيْسُ
سَاءَلْتُها يَوماً لِأَعْـرِفَ مَهْرَها --- وَأَضُمَّ خَصْراً والعُيُونَ (أبوسُ)
هَمَسَتْ بِسَمْعِي وَاحَتَوَتْها غَصَّةٌ --- وَلَكَمْ شَجَانِي صَوْتُهَا المَهْمُوسُ:
( رُوحِي فِداؤكَ لَا تُغرَّ بِصُحْبَتي --- فالمَهْرُ غَالٍ والوِصَالُ تَعِيْسُ
أَنَا طَيْفُ مَمْلَكَةٍ مُمَزّقَةِ الحَشَا --- والحَقُّ! حَقّي في الوَرَى التَّقْدِيْسُ
لَكِنْ جَفَانِي مَنْ شَقِيْتُ لِسَعْدِهِ --- فَسَمَتْ بِرُوحِي لِلْعَلاءِ شُمُوسُ
سَتَعِيْشُ عُمْرَكَ عَائِلاً مُتُغَرِّباً --- إِنْ كَانَ يَوماً هَمُّكَ التَّدْرِيسُ
حِيْناً تُعَانِقُكَ (الجَزيرةُ) مُرْغَمَاً --- حِيْناً تُرَحِّبُ بِاسْمِكَ (القُدْمُوسُ)
وَتَعُودُ مِنْ كُلِّ المَواطِنِ مُفلساً --- والوجه دوماً كَالحٌ وعَبوسُ
يَشْقَى الكَريْمُ وَكَمْ أَرَادَ هَنَاءَةً ! --- وَ يَلَذُّ في هذي الدُّنا إبلـيسُ )
مَهْلاً أَيَا حَسْنَاءُ . مَا هَذا الّذي --- تُبْدِيْنَهُ ؟! إنّي بهِ لَأَنِيْسُ!
لَابُدّ يومٌ لِلْكَريـمِ يَعِيْشُهُ --- في ذِي الحَياةِ وَيُكْشَفُ التَّدلِيسُ .
ممصطفى جميل حجاز