ثُـمَّ مـاذا ..؟!
نص / أ . أحمد القيسي- مملكة النرويج
ثُـــــمَّ مـــــاذا ..؟
لو هَمَستُ الآنَ
مِنْ أَنَّكَ أَبهى
مَنْ يَّصُبّ الحِسَّ
في ناي الحيـاةْ ..؟
ثُـمَّ مـــاذا ..؟
لو تَحَنَّنْـتَ حَبيبي -
لو نَفَختَ الرُّوحَ بالأضلاعِ
دفئاً -
و أفاق الهامِـدُ
المسطولُ -
من سكرِ المَماتْ ..؟
ثُـمَّ مــــاذا ..؟
- لو سَقَتْني -
غيمةُ الشَّوقِ -
آخْضِــرارا -
وَ تَـدَلَّتْ -
من مآقيها الأماني -
دافئـــــات ٍ
مُوْرقِــــــــات ٍ
واعِـــــــــــــــدات ٍ
وارِفـــــــــــــــــــــــاتْ ...?
ثُـمَّ مـــــــــــاذا .. ؟
لوْ يَصبّ النَّجـــمُ -
شَلّالَ الأغـاني
في سُكوُنِ الغابةِ السَوداء
يلعَقُـها السُّباتْ ..؟
ثُـمَّ مــــاذا.?
لو أفــاقَ الوردُ
حُــــــرّاً
مائِســاً
عَبِقــــــــاً
نَدِيّــــــــــــاً
في الأماني
العاثراتْ ...؟
ثُـمَّ مـــاذا. ؟
لو يزول القيــــدُ
عنْ مَـرَح العصافيرِ
انْسِراحـاً
تَملأ الآفـــاقَ
شدواً ...
سَقْسقاتْ .?
ثم ماذا. .?
لو تَنامى العشْبُ
و القَيْصُومُ
و الشِّيحُ المُضَمَّخُ
بالعبير
العَنْبَرِ المِغْنــاجِ
أَوْدِيةَ الرُّعاةْ
لو شَدَتْ شُبابَُةُالرَّاعي
ثُغـــاءاً
و آبْتِهالاتِ
أمان
دافئات
لمطافيلِ خِرافٍ
مارحاتٍ
آنِســـاتْ
لو تَهادى جرَسُ المِرْياعِ
في سَفْـح الخُزامى
و الجبالِ الخُضْـرِ
يدعُو القاصِيات
ثم ماذا ..؟
لو يَغُــطُّ النّومُ
في أطيافِ عمقٍ
تسكنُ الأبعــادُ
في قلق القَطــاةْ
ثمَّ مــاذا
لو تلاقينــا حبيبي
و انتهى
شبحُ الدياجي
العابسات
الشّاحِباتْ
ثُــمَّ مـــاذا ..؟
لو نَثَرنا البَسمة الوَرقاءَ
قَمْحــاً
في بلادِ القَهْــرِ
و الحرمــان
حُـزنَ مَمالكِ النَّمل ِ
المُعَمَّدِ بالشَّقاءِ
حيثُ طَعمُ الموتِ
أشْهى
من مَجاهيلِ الشَّتاتْ . .?
ثم مــــاذا ..?
لو
يلـمُّ البحـــرُ
أحــزانَ السُّنُونُو
حيثُ يَحدُوهُ الحنينُ
و صاخِبُ الهجراتِ
و النَّخْلِ المُجَنحِ
و الصَّلاةْ
بكعبةِ الشَّمسِِ
المُدافَةِ
في يَنابيعِِ الفُــــراتْ
يـــــــــــــــــــــــــــا بـــلادي
مــا أزالُ
بطيني المَرقُومِ
وجهي سومريّ السِّحـرِ
حلوَ القَسَماتْ
جرَّدوني من بلادي
من حياتي
كنتُ مجداً
كنتُ سيزيف الحكايا
أين أمضي الآن
يا عشتار
تلفِظُني الجِهاتْ
ليته تموز يغلي
في عذوق البلح البرحي دفلى
اواه ياطعم الأماني الضائعات
رغم كل الجمر
موالاسأبقى
سوفَ أ مضي
سوفَ أحيا
مثل عهد الطينة الحمراء
تحتضِنُ النَّــواةْ
فهُنــاك الآن
سِــرّي
جذر روحي
قصبُ الهُورِ
ضفاف النخلِ
رائحـةُ الحياةْ
حيثُ مملكةُ الصَّفيح
تذبل الأزمان
تَرفُلُ بآخْضِلالِ الشَّمسِ
يا الله
تلفحها الرياح الصفر
منْ شَتَّى الجِِهــاتْ ..
ثم ماذا. ?
لو يميسُ الفجرُ
حُلْمــاً
في خيام النّازحينَ
خَـوارِطَ البلدِ
المُصَلِّبِ
في نخيلِ النَّفْطِ
يصنعهُ الحُفــاةْ ..?
ثُــمَّ مــــــاذا ..?
لو يكفَّ الشِّعـــرُ
عنْ رأسي جُنوُناً
غُربة الفِردوسِ أبكي
و ضميري
ينزفُ الأوجاعَ
حــزنا ً
و حروفي دامعاتْ ...
ثم ماذا .?
لو يكفّ الموتُ
و البارودُ
و الحرمانُ
و الممنوعُ
عن درب الشُّقاةْ ..?
ثم ماذا .?
و هواءُ الكونِ يكفي
لو تقاسمنا رغبفاَ
و سكُونا
لو تَقاصى
عن دُمى الأطفالِ
بارودُ الجُنــاةْ
لو يَئِـمّ السِّلْمُ فينا
لو نَبَــــذْنا
فكــرةَ التجهيـلِ
و التَّضْليلِ
أصنامَ الطُّغــاةْ
لو تَشارَكْنـا جَميعاً
في أَمان اللهِ عَيشاً -
- بســـــــلامٍ ..
بصَفــــاءٍ ..
و نَقــــــــــــاءٍ ..
نَدَّعيـهِ الآنَ - كُــلاّ -
تُرَّهـــــــاتٍ
تُرَّهـــــــــــــاتٍ
تُرَّهــــــــــــــــــــاتْ .......!؟
اللوحة من ابداع التشكيلية العراقية الرائعة
أ. سولاف العمادي ..مع الشكر والتقدير ..