خالتي
نص / أ . وصال الأسدي - العراق / ذي قار
في المَوعد الأخير
على آخر المقاعد
خالتي تنعى أمومتها
وتخلعُ طين وَجهها
تُجَرجر من الأسفلت أقدامها
وبين دمعة وأخرى
تُحصي الجثث والأسماء
قبل أن تُلطخ قلبها
بالعُزلة
على عتبات المَوت
وقفت !!
تُكحل بدمعها المنافي
يلتهمها الضَنك
مثلما يلتهم الجياع صِواعهم
خالتي أمرأة جَلدة
كم نحرت للخلود قرابين
من بنفسج
وكانت تؤطر ملامحهم
بلسعات فؤادها
وتمتص خلسة!!
لون خلوتها
وبزبد السماء قايضت دمعها
خالتي كانت تدرك
أن الموت لا يصده مسيلاً للدموع
أو رصاصة خذلى
وتدرك أن الموت حق
شريطة ان لا يخاصمنا الله
بمأدبة المتخمين كانت تنتظر ...وجه ابنها
ولكنهم على مسرح مثقوب قطعوا لها
مشيمة الأنتظار
وكل الموتى هناك
كانوا....
جمهور لا يعبد أنتماءه
وخَلف البُكاء تركت
تنهيدةٌ وماء....
تدفعُ جزية الوطن بكبرياء
تخلعُ أصابعها
لِتُشيع
نعوش المعدمين
وملامح الشهداء
نحيبها لا
يحجب عن جباه الأبرياء
أضوية الإقحوان
تمشي وتتخذ الأرض
من صلواتِها ألف توبة
وتسقط ألف
خطيئة
تقبل وجوه الشهداء
تتزلّف لمخادعهم
تاركة رماد فؤادها
فوق أعناقهم
#خالتي تشهق الوجع
وتزفر العلل والسراب