عابرُ حلم
بقلم / أ . سليمان أحمد العوجي
هاربةٌ من مدنِ الويل
زاهدةٌ في ميراثها
يدها على زنادِ الترقبِ
وساعةُ الصفرِ معندةٌ
منذُ قمرينِ ونجمة
تحرسُ هذا الليل
ترتبُ له أرائكَ الوحدة
ودفاترَ الانتظار
-يفتحُ بابَ الغفلةِ
ويَنسَّلُ برشاقةِ سهم
غيرَ آبهٍ بفارقِ التوقيتِ
بينَ الأرضِ والمريخ
على سورِ ابتسامتهِ
يُعرِّشُ لبلابَ الأمان
ثريُّ العينين كساكنِ الحكاية
ينبوعُ فرحٍ فَرَّ من تقويمِ
الماءِ الحزينِ وسجنِ السواقي...
وحيدةٌ هي...
من ذا يفضُ هذا الاشتباكَ
بينَ دوحِ عينيهِ
وقفيرِ شغفها البربري
- أنا عابرُ سبيلٍ
( يقول الغريب)
غيَّبت الريحُ أهلي
انتظرتُ حتى أنهى الغمامُ
واجبَ المطر..
ونشَّفَ يديهِ بأوراقِ الشجر
ثمَّ أتيت...
هل لي برغيفِ أنسٍ
أسدُّ بهِ رمقَ وحشتي.
-لا نسألُ الغريبَ عن حاجتهِ
حتى تجفَ ثيابُ وحشتهِ
وتتماثلُ غربتهُ للشفاء
( تقولُ الغريبةُ)
( غامت عيناها.. انحنى بكاملِ قلبهِ يَلمُّ حباتَ الدمعِ
عن رصيفِ الوجعِ).
-ماذا عنكِ!!؟
( يقولُ الغريب)
( تقولُ الغريبةُ) :
كنتُ أداعبُ غرةَ ذاكَ المساءِ
بأصابعِ الضجرِ..
لم يفلح الموقدُ
برغمِ حنكةِ الجمرِ
في إقناعِ شتاءِ قلبي
ولادجلُ فناجينِ الجارة
في استدراجي إلى
معصيةِ التفاؤلِ
وشباكُ قلقي يهذي
من حمى الدروبِ القاحلةِ
أنازلُ غولَ النومِ
بسيفِ السهرِ
حتى تعلنُ الديكةُ
انتهاءَ النزالِ
معَ صافرةِ الفجرِ
أعاتبُ الليلَ:
لماذا لاتقايضني أيها الشقيُّ
عابرَ سبيلٍ يجمحُ بهِ
حصانُ الشوقِ بنصفِ عمر
وبكلِ مافي عنابرِ أبي
من زبيبٍ ولوز!!!؟
- ثم ماذا بعد!!؟
( يقولُ الغريب)
- برمتُ دولابَ البختِ
فزتُ بابتسامةٍ بجناحين
حملتني إلى سابعِ عشق
عرفتُ يومها ماطعمُ
الجوائز الكبرى...
ولمّا تسجلُ الفراشاتُ حضورها على دفاترِ الضوء
طاردني لصوصُ الحيِّ
صعدتُ جبالاً صعدوا
نزلتُ ودياناً نزلوا
ترنحت الدروبُ
تحتَ قدميَّ المتورمتين
وأنا أقبضُ على جائزتي
بكفِ قلبي!!!
أحصيتُ الباقياتِ
من أنفاسي...
لم يبقَ منها مايكفي
رميتُ بها ونجوتُ بنفسي
( ثمَّ غامت عيناها ثانيةً
وراحا يجففان المطرَ
بمناديلِ الشفاه)...
وعجينةُ أصابعها
تنضجُ في ِ تنورِ يديه
وفي الصباح..
تصدَّقت بأرغفةِ الحلم!!.