حيلة الشمس
ولكنني كلما مددتُ يدي تستطيل المسافة، وأعود بائسا من محاولاتي، يشاكسني ظلها المتأرجح فوق الأرض، حتى أنني أمسكتُ بالعود و رحتُ أغير شكل التراب الذي سقط فوقه الظل، سمعتُ قهقهات متكررة صدرت من جوف الشجرة، جلستُ بعض الوقت أفكر في حل، و إذا بي أرى التراب الذي شكلتُه بالعصا؛ وقد أصبح نبتة، ثم كبر بسرعة كبيرة حتى صار شجرة، لم أصدق هذا المنظر، كيف لمحاولاتي فوق التراب برسم ثمرة أن تصبح حقيقة، وإذا بالشجرة الصغيرة تمتد من تحتي و ترفعني فوق أغصانها و تعلو بي فوق الشجرة التي كنت استظل تحتها، كنت أراقب الثمرة التي كنتُ أجاهد في الحصول عليها وقد ارتفع غصنها لتلحق بي، و ربما لتهديني نفسها التي كانت من قبل تبتعد وتتمنع عني و تشاكسني بظلها المرسوم..
أنا الآن أعلو و أبتعد فوق الغيم، ويرافقني غصن امتد من ظل كان يشاكسني، و قد أصبحتُ في غياهب الخيال أرتع فيه و أحاول جني فاكهته، و لكن فجأة بدأ كل شيء يبهت، الشجرة .. النبتة، و بدأتْ كل الثمار تتلاشى ذات غروب، استيقظتُ على نقر بقدمي يؤرق غفوتي،
تلك الغنمة تأتيني دائما قبل أن أُقطف الثمر، هنا، حيث لا ظلال ترافق وحدتي تحت شجرة أقفرتْ أوراقها من خريف ممتد بلا ربيع!
رولاالعمري الأردن