" القصيدة الرابعة "
من ديوان إنها حقا زمن القبح
شعر :أ . أحمد جنيدو
أُمَّـاهُ كُـلُّ جَـمِـيْـلٍ بَـاتَ يُـغْـتَـصَـبُ.
لَمْ يَبْـقَ فِيْنَا سِــوَى مَا قَالَـتِ العَـرَبُ.
نُـجَـمِّـلُ الـقُـبْـحَ بِـالأَلْـقَـابِ نَـرْفَـعُـهُ
جَـمِيْـلُنا فِي دَوَاهِي المُـوْتِ يُحْـتَطَبُ.
لَـمْ يَـبْـقَ فِـيْـنَا صَـفَـاءٌ كَـانَ يُـلْهُـمُـنا
تَـارِيْـخُـنَـا الزُّوْرُ والبُـهْـتَانُ والكَذِبُ.
عَـهْـدُ العُـرُوْبَـةِ بِـالأَقْـوَالِ مَـفْـخَـرَةٌ
بِالفِـعْـلِ يَـلْـعَـنُـهُ الإِنْـسَـانُ والـنَّـسَـبُ.
أُمَّـاهُ مَـعْـذِرَةً لَا يَـسْـــــــتَـحِـي زَمَـنٌ
بَـاعَ المُـرُوْءَةَ لِلأَنْجَـاسِ يَـنْـتَـسِـــبُ.
فَأَدْخَـلَ العُـهْـرَ بِيْتَ الطُّهْرِ يَمْـسَـخُهُ
ويُـدْهِــسُ الرُّوْحَ والأَحْـلامَ مُـنْـقَـلِـبُ.
مَنْ بَاعَنَا كِي يَدُوسَ الشَّعْبَ فِي بَطَرٍ
يُـسَــلِّـمُ القُـوْتَ بِالأَغْـرَابِ يَـنْـتصبُ.
ويَـسْـحَـلُ الطِّـفْلَ والجِّيْنَاتِ فِي رَغَدٍ
يَبْقَى الرَّخِيْصَ وَإِنْ عَلَّـــتْ بِهِ سُـحُبُ.
أُمَّـــــاهُ تَـارِيْـخُـنَـا قَـتْـلٌ وَمَـذْبَـحَــــةٌ
بِـكُـلِّ أَرْضٍ لَـنــَـا لِـلْـفَـقْـدِ مُـنْـتَـحِــــبُ
المَـاجِـنُـونَ عَـلَـى أَهْـوَاءِ نَـاخِـبِـهِـمْ
تَـنَـاخَـبُـوا دَمَـنَـا والجُّـرْحُ مُنْـسَـكِبُ.
يًرَاقِصُونَ رُعَـاعَ الأَرْضِ فِي جُـثَثٍ
ويُـخْـضِـعُـونَ بِـلاداً فِـيْـكَ تَـلْـتَـهِـبُ.
لا الخِـيْـلُ لا اللِيْـلُ لا البِـيْـدَاءُ تَعْرِفُنا
لاالسِّيْفُ لاالرِّمْحُ لاالقُرْطَاسُ لاالغَضَبُ.
مَـنْـفَـى الجَّـمِـيْعِ إِلَى الأَوْهَامِ يُقْرِضُنَا
أَشْـبَـاهُـنَا الأَرْبَـعُـونَ المُبْتَغَى شَـرِبُوا.
أُمَّـاهُ مَـاتَ ضَـمِـيْـرُ الحَـقِّ فِي وَطَنِي
صَـارَتْ مَـصَـائِـرُنَـا لِـلْـهْـوِ قَدْ لَعِبُوا.
كُـنَّـا نُـغَـنِّـي بِـلادَ الـعُـرْبِ مُـوطِـنَـنَـا
صِـرْنَـا نُـمَـنِّي تُـرَابَ العُرْبِ تُـسْـتَلَبُ.
فِـي كُـلِّ أَرْضٍ لَـنَـا بِالأَهْـلِ مَـجْـزَرَةٌ
نَـمُـوْتُ حُبّاً بِأَرْضٍ يُـجْـهَـلُ السَّـبَـبُ.
إِذَا عَـشِـــقْـنَـا انْـتِـمَـاءَ الجَّـدِّ تَـقْـتُـلُـنَـا
وإِذَا هَـرَبْنَا يَخُوْنُ الأَرْضَ مَنْ هَرَبُوا.
نَـجُـوعُ فِـيْـكِ وَرِزْقُ الكُـوْنِ مِنْ بَلَدِي
ويَـبْـرَدُ الجِّـسَــدُ المَـسْـقُـوْمُ وَالحَـطَـبُ.
والـنَّـفْـطُ يُـرْكِـعُـنَـا بِـالـذِّلِّ يَـمْـرغُـنَـا
والقَـمْـحُ يُـفْـقِـرُنَـا والـحُـلْـمُ مُـغْـتَـرِبُ.
نَرْسُو عَلَى الحَاضِرِ المَشْؤُومِ وَهْمَ غَدٍ
مَـا أَبْـشَـعَ الغَـدُ إِنْ ضَـاقَـتْ بِهِ التُّـرَبُ.
فِي كُـلِّ شِــبْـرٍ نَـرى للشَّـعْـبِ مَقْصَـلَةً
لِأَيِّ نَـطْـقٍ فَـإِنَّ الـقَـتْـلَ يُـرْتَـكَـبُ.
هَـذِي بِـلَادٌ غَـدَا الـجَّـزَّارُ حَـاكِـمَـهَـا
لَا نَـفْـعَ مِـنْـهُ وَلَا الأَوْطَـانُ تُـكْـتَـسَـبُ.
بِالـسُّـوْطِ يَـرْكَـبُـها بالـذَّبْحِ يَـسْـحَـقُـهَا
وآخِـرُ الـرُّعْـبِ غُـرٌّ مُـجْـرِمٌ جَـلِـبُ.
يُـدَمِّـرُ الـوَطَـنَ الـمُـمْـتَـدَّ ذَاكِــرَةً
حَـضَـارَةُ الـشَّـامِ مَـاتَـتْ أَيُّـهَـا الكَـلِـبُ.
أُمَّـاهُ كِـيْـفَ تَـهَـاوى حُـلْـمُ مُـرْضِـعَتِي
وكِـيْـفَ مَـاتَـتْ بِـذُوْرُ الحُـبِّ والنُّـخَبُ.
وكِـيْـفَ نَـامَ ضَـمِـيْـرُ النَّاسِ فِي خَـدَرٍ
مَتَى أَعَادَتْ فِـلْسْـطِيْنَ الهَوَى الخُطَبُ.
جَـاعَـتْ طُـفُـولَـتُـنَا والخِـيْـرُ فِي يَـمَنٍ
وَلُـوَّثَ الـرَّافِـدِيْـنِ الـفِـرْسُ والنُّـصَـبُ.
والـشَّـامُ فِي اللَـطْـمِ قَـدْ خَـرَّتْ مَـآذِنُهَا
والنِّـيْـل أَضْـحَـى لِصَهْيُونٍ وَمَنْ كَذِبُوا.
لُـبْـنَـانُ مَـزْبَـلَـةً أَضْـحَـتْ حَـضَـارَتُــهُ
يَـسُـوْقُـها النَّـجِـسُ المَـأْفُـوْنُ وَ النُّـكِـبُ.
آهٍ بِـلَادِي وَ كَـمْ آهٍ عَـلَـى وَجَــعٍ
بَـاعُـوكِ كِي يَحْكُمَ الأَحْـرَارَ مَنْ نَهَـبُوا.
كانون الأول / 2019