لحن العتاب
بقلم حسام: أ . الدين فكري / مصر
إن كُنتَ تُريدُ مُعانقتي
فاغسل يديك أولاً...
من الليالي الباردة الصمّاء
التي مضغتُ فيها وحدتي
واسترقتُ الدفء من عيون
المارة في الشوارع والأزقّة
وباعة الحليب الصاخبين
وأمواج المتطفلين
أولئك الذين رقّت قلوبهم
ولانت نظرات عيونهم
حين انتشرت رائحة شوقي
فأزكمت أنوفهم
فيما كنت أنت بين الأشباح
تُطارد مساءاتك الملونة
في عيون الهاربين من أنفسهم
وأفواه المنتشين بأنفسهم
وأحلام الطبول الجوفاء
إن كُنتَ تُريدُ مُعانقتي
فاطلب الصفح من فراشي
الذي بات رملاً ساخناً
ونافذتي التي تمزقت من نظراتي
وملابسي التي أنكرت هيئتي
واطلب النسيان من وجوه صديقاتي
التي غمرتها الشفقة المتحجرة
ومن أعمدة الإنارة التي
أحاطت بي ظُلمتها المُتوهجة
ومن دجاجات عِشتنا اللائي
نأين عن الديكة من أجلي !
إن كُنتَ تُريدُ مُعانقتي
فاخلع رداء غطرستك لدى الباب
واملأ عينيك بملامحي الجديدة
واشطر نصفك الذي لا أراه
واترك نصفك الذي يميل...
بزاوية منفرجة على قلبي
تجمع بين ضفتيها ترانيم الهوى
وعطور الشرق الذائبة
فوق شعرك المنسدل عشقاً
ولحيتك المُشذبة
إن كُنتَ تُريدُ مُعانقتي
فلا تجادلني طويلاً
ولا ترتب لي حروفي
ولا تنسق لي مشاعري
فأنت في مملكتي !