أ . إقبال العبادي ..تكتب :
يا واهب
المطر
أحببت
المطر ولأني احببته فقد أحببت قصيدة المطر لشاعرنا الراحل السياب وتعلقت بها لأنها
شاركتني اجمل عشر سنوات في حياتي ، حين كنت أسكن تلك الناحية الغافية في أحضان الخليج
بصيفها اللاهب ورمالها الحارقة ورغم قساوة الجو هناك ..إلا إن أشجار الحناء والسدر
حين تسقط عليها قطرات المطر تغسل أوراقها بعد شهور الصيف اللاهبة و تأتيك رائحة التراب
الممزوجة برائحة الحناء والسدر منظر لا يعرف سره إلا من عاش هناك وشاهده عن قرب. وعندما
غادرت مدينة ( ام قصر) بعد تلك السنين رسخت في ذهني هذه القصيدة كلما تساقطت حبات المطر..
لكن وانا ارددها بين نفسي دمعت عيناي وكأن السياب (رحمه الله) حاضر معي يواسيني بقوله
:
((اتعلمين
اي حزن يبعث المطر
واسمع
القرى تئن والمهاجرين
يصارعون
بالمجاديف والقلوع ))
كأنما
تنبأ بمصير العراق قبل عشرات من السنين وحشرجة وغصة حين يتبعها بقوله :
((ما
مر عام والعراق ليس فيه جوع ))
أجل
سيدي ليست قرانا التي تئن وحدها بل وحتى شوارعنا واولادنا حين غرقوا في بلاد الله الواسعة
لقد احبوا المطر مثلي ومثلك لكنهم صدموا حين وجدوه يهدم سقوفهم ويغرق احبائهم ويزيد
جوعهم لأنه كما قال :
(( وفي
العراق الف افعى تشرب الرحيق
من زهرة
يربها الفرات بالندى
واسمع
الصدى مطر مطر ))