شهرزاد...وليلة
بعد الألف
بقلم
: أ . إقبال العبادي – بغداد
سيدي
شهريار...ليلتي معك اليوم هي الالف ولا أدري بعدها ما أنت فاعل بي أمن أهل الأرض اكون
غدا...ام من أهل السماء؟ لكن كيفما يكون حكمك علي راضية به....لكن أستميحك العذر بحكاية
اخرى هي فقط.. ما أريده فحكايتي ليست مما يقال ويحكى على مسامعك كل يوم بل كتبت على
اجنحه الطيور وهي تطوف بها ارضا تلو ارض وسماءاً بعد سماء...وحين فككت رموزها عرفت
يا مولاي وليتني لم أعرف وليت تلك الرموز بقيت خافية عني ولم استطع قرأتها يوما...
فقد
بلغني ايها الملك السعيد.. بأن بغدادنا هذه كانت اجمل صبية عرفها القاصي والداني على
مر الدهور حيث يقف القمر خجلاً من وجنتيها وتنأى عنها الشمس حين يشرق الصبح ببريق عينيها
ويتوضؤها المحبون صلاة ابديه لا يزول ثوابها حتى تسلم الروح لبارئها... فدخل صومعتها
الغريب والقريب ومن قال انه عاشق لها حد الجنون...فذروا ألرمال في وجهها وأطلقوا سهام
حقدهم في كبدها وهي تستغيث لعل في ألجوار من مغيث.. فمزقوا غرتها وجدائلها واغرقوا
بحور الشعر في حقها بنهر لا قرار له وامسى دجلة باحثا عنها وهو يناديها...أين ألملاذ
حبيبتي وكل ألكون انت.. فسمع انينها وهي تنوء بأحمال صدمة افقدتها النطق.. وهي ترى
ان جرار كهرمانه قد تجاوزت الالف ألف لص وقاتل...لكنها ردت عليه معاتبة أياه..
أيظلمني
ألزمان وأنت فيه
وتأكلني
ألذئاب وأنت ليث
ويروى
من بنانك كل ظامي
وأظمأ
في حماك وأنت غيث
وهنا
ادركت شهرزاد الصباح وسكتت عن الكلام ألمباح بينما غط شهريار بنوم عميق، مسحت هي دموعها
لأنها تعرف ان حكايا بغداد لن ولم تنتهي لألاف من ألليالي ألموجعة..
٦..١٢..٢٠١٩