حين
تزني القصيدة !
نص : أ . عبد الجبّار الفيّاض – العراق
متى
تزيّنتِ
بمساحيقِ ليلٍ
ليسَ
في جفنِهِ للتّعساءِ إلآ صبحٌ مسروق . . .
بشفيفٍ
لا يكتمُ
شيئاً عن مفاتنَ
دنتْ
قطافاً ليدٍ
ورثتْ
سيفاً من ثقيف . . .
بمنكسرِ
رقصةٍ غجريّة
أمامَ
كبيرٍ من سُرّاق الزّمنِ الخائب
تصابتْ
عروقُهُ
فزنى
. . .
أفرغَ
كُلَّ اعوجاجِهِ رصاصاً في مُنعطفاتِ أرصفةٍ
ألفتْ
ظلَّ العشقِ الوطنيّ . . .
سكبتِ
فضلةَ كأسِهِ في محرابِ نهدينِ قربةً إليه . . .
عالَمٌ
ما كانَهُ
لصيقُ أرضٍ يوماً
ولو
بسانحِ خاطرة . . .
فنشوةٌ
بعدَ انحناءٍ
إنطفاء
. . .
. .
. . .
اشتهاءٌ
مسكوبٌ على ساقٍ مُتجرّدة . . .
دعوةٌ
لخلوةٍ في مخدعِه . . .
دخلَ
قريتَكِ كما الملوك إذْ يدخلون . . .
لم تبقَ
بقعةٌ من أرضٍ حرامٍ بعيداً عن لمسةٍ ماجنة
الكلابُ
تلغُ
حتى في الماءِ الآسن . . .
وبعدَ
أنْ وضعَ نشوتَهُ في بقعةٍ رماديّة
مدًّ
يدَهُ
ليدسَّ
بين فخذيْكِ كيسَ دراهمَ
سُكّتْ
من عَرَقٍ مجهول . . .
فرَحاً
تهلّلتْ منكِ أساريرُ رِضا
تحلمينَ
بفارهِ قصر
بعرشٍ
مُذهّبٍ
يحملُهُ
مخصيّون نصفُ عُراة . . .
اتّسعتِ
الشّقةُ بينكِ وبين أزقّةِ الطّين . . .
أصابكِ
غرورُ الذين تملأُ أُنوفَهم رائحةُ التّرفِ السّلطانيّ . . .
الإماءُ
لا يسألْنَ
عن أبعدِ من صمت . . .
عيونٌ
يسجدُ
فيها خنوعٌ أبله
ترقبُ
إيماءةَ ما على المملوكِ أنْ يفعلَه . . .
. .
. . .
إنْ
كانَ ذاك
فبيني
وبينكِ مأربُ
يسدُّ
منافذَ التّنفس . . .
ارجعي
أيَّتُها
الرّيحُ الآتيةُ من وحلِ أضدادٍ مُتفسّخة
لا قدَمَ
إلى ما تشتهيهِ زانيةٌ من سدوم . . .
لستُ
من ديدانِ مُستنقعاتٍ
لا يرى
فيها وجهَهُ القمر . . .
لم أتعلّمْ
يوماً لغةَ النّقيق . . .
سآوي
إلى داخلي
ففيهِ
ما رآهُ رجلٌ من غِفار
وآخرُ
يهمسُ
لدخانِ سيكارهِ أسرارَ الثورة !
. .
. . .
اشهدي
أيَّتُها
المفتونُ بها قلبي . . .
إنّي
بريءٌ من حروفي حينَ تتوحّمُ بسِقطِ مَتاع . . .
رغيفُنا
مدارٌ
لا يدخلُهُ شقيّ
رهنَ
نصفَهُ عندَ سمسارِ صفقاتٍ
تجرُّ
يومَنا إلى ما يجرُّ كسوفٌ شمسَه . . .
نقتسمُهُ
لإسكاتِ
غائلةِ جوعٍ مُندسٍّ في شقوقِ الطّين . . .
يقتسمُنا
بينَ
رفضٍ وموت
ولا
غيرُها صفحةً لحياة . . .
حينَ
يشتعلُ الجّليدُ
فللنّارِ
إسمٌ آخر !
. .
. . .
ديسمبر/
2019