في انتظار
سفينة قادمة..!
د. وليد
جاسم الزبيدي / العراق
( بمناسبة
ذكرى رحيل الشاعر الكبير بدر شاكر السياب)
كرسيٌ
شاغرٌ، ينتظرُ ارتماءَ جسد،
مساءٌ
يتثاءبُ باردُ الأصابع
يتيمٌ
وجهُ الأرض يشتهي قُبلةَ السماء..
السّاعةُ
ترتجفُ عقاربُها ، يُجفلُها الرّقاص،
تبدأ
الدورةُ الدمويةُ مع كيمياء الكلمة
لتؤلفَ
كاتدرائيةً بألوان الطاووس
مآذنُ
تنتصبُ فوقَ معبدٍ غريق
مُطلقاتُ
الأسماء؛ الأشياء
تستعرضُ
.. تنتشرُ .. تصعدُ ألعاباً ناريةً
في سيمياء
الصورة..
تنفثُ
فحيحها في اللاشيء.. اللامعنى
في معقلِ
الرّوح متخطيةً جزيرة السندباد
في بساتين
أبي الخصيب والسّيبة.......
ينطلقُ
: بويبُ... الفراتُ... التايمس...
تتشكلُ
شناشيلُ ابنة الجلبي نوارسَ، تمسحُ جباهَ الصيادين..
السّندبادُ
يعودُ متعباً.. يحجزُ غرفةً في فندق حمدان..
بينما:
تموز، المسيح، عشتار، غيلان، الجواهري...
ينصبونَ
خيمةً للنابغة ليبدأ مربدٌ جديد..
تجربةٌ
في قفص: مطرٌ...مطرٌ.. مطرْ...
فوقَ
منزل الأقنان: تنشرُ غسيلها أقبالُ، لا تأبهِ الطوفان..
موجُ
الأساطيرِ، غاباتُ رموزٍ يتحرّرُ الشكلُ،
يكونُ
الكلامُ تكنولوجيا،
مطــــرٌ...مطـــرٌ...مطـــــرْ..
يثقبُ
الأرضَ اليباب
ويتيهُ
في الطرقاتِ حفّارُ القبور
ما بينَ
بغداد ومهيجران القصائدُ الكهفيةُ
تدقّ
أبواب المطابع
زلزالُ
النّفس ، نافورةُ الحيرةِ والسُكرِ
بينَ
اختيار اللون، الثوب، الشّراب
الضدّ
يتحوّر، يتحيّرُ، يتمحورُ،
يكونُ
ثقبُ الأوزون سرطاناً
ينطلقُ
حفّارُ القبور من انحباس الأراجيح
يبحثُ
عن موتاه في شوارع النّدى
وفي
عيون منْ يحب،
يقفُ
تمثالُهُ يُخرجُ لسانهُ...
المومسُ
العمياءُ تُبصرُهُ فهَمّ بها،
في مشغل
الليل ، في تشريح الجسد،
كانَ
المبضعُ يعملُ ، ينحتُ رسماً منظورياً
لصورةِ
: هل كانَ حباً..؟
مُطلقاتُ
الأشياءِ حماماتٌ في فضاءات..
أشباحٌ
تدورُ في فلكِ القماطِ والكفن
تدعوهُ
نحو ساحهِ البعيد
غريبٌ
على الخليج....
بانتظارِ
سفينةٍ قادمة....!!!!