قراءة في ديوان الشاعر سليمان الشيخ حسين وقع الخطأ .. بقلم / سماح الغالبي
(وقع الخطا) وينفتح العنوان على دلالات لا تتسع لها هذي المساحة الورقية الصغيرة لأن محاولة القبض على تفاصيل الجمال فبها يبدو أشبه بمحاولة الإمساك بالعطر المنسكب من آنية الربيع فهل نقدر على ذلك ؟
هي فقط محاولة لجمع بعض خيوط الدهشة المتداخلة في جمال تلقائي بين القصائد في ديوان صديقي وأستاذي الغالي سليمان الشيخ حسين
كنا نحاول أن نمدّ إلى دمشق قصيدة
كي نكتشف ظلاً لقريتنا الصغيرة
تطالعنا هذي الفاتحة الشعرية برؤيتها التي أبعد ما تكون عن المبتذل والدارج من نثرية القصيدة الحديثة ، فالقصيدة عند الشاعر سليمان تغدو جسراً بما يحمله الجسر من دلالات الوصول والحلم ، فالوصول إلى عوالم الجمال الداخلي في النص يبدأ من مفتاحه الصّوري الشّعري ( ما من غريب في دمشق ...كان وجهك بيت الأبجدية ... والبنت هذي البنت تعطر لي وقتي ولا يصل الحنين إلا الشّفاه )
فالشاعر الإنسان يبحث دائماً عن عوالم شعرية تحقق صيغتها الفكرية على نحو من التّأمل الوجودي عبر جملة منتقاة ومفتوحة على عالمها الرّوحي بعيداً عن الغموض المجاني الغاية منها رصد حركة شعرية وجودية إنسانية في مخيلة الشاعر والقارئ معاً
( احتفلوا ببالغ صمتهم
فصار فينا كل يوم مجزرة
لا شيء يغري بالدخول للسؤال عن الحقيقة
إن الحقيقة في بلاد العرب سيئة المزاج وقاتله )
تتوهج الصورة الشعرية عند الشاعر سليمان عندما تخرج من قيدها الفكري المسبق فأنت أمام شخصية شاعرية ناسكة تتوحد بالسهول والقمح والأنهار متماهية في قصيدة نثرية عابقة ببلاغة اللغة الشعرية والتي على بساطتها تتوغل بعمق إيحاءتها في صوره
( وأظلُّ أصعد نحو شمسكِ
عاشقا للضوء مُنتجَبا
أمير القافلة وتريدني حرسا)
في وقع الخطا نلاحظ الميل القصصي في قصائد الشاعر ، فالقصيدة تأخذ أولويتها في البناء الشعري وفي مقابل ذلك نلاحظ نمو عناصر القصّ عبر علائق سردية كما في قصيدة الجنود يأتون إلى الحديقة
( الجنود الذين أقدم لهم الشاي
أحصيهم كل يوم ويتناقصون
الجنود الذين شربوا آخر كؤوس الشاي
من يدي
في هذا اليوم الأخير
لن أنظر إلى وجوههم لا أريد أن أقرأ ما يرعبني )
على أرصفة الشاعر سليمان ثمة وقع خطاً متروك لنا أن نحدد من خلاله ماهية الدرب والوصول ، فأي جنة يقصد الشاعر هي جنة الإنسان والوطن
( اليوم
أضعت مفتاح البيت الوحيد
لا همّ سأنام وحيداً على رصيف البلد )
بقي أن نقول أن مصياف مدينة الشاعر الأجمل بحماماتها الوادعة وقمحها الطاهر وصفصافها والدرب المفتوحة على الغد الجميل وكل تفاصيلها الحزينة الجميلة هي نقطة الارتكاز التي يتوقد خيال الشاعر منها انطلاقاً إلى حالة إبداعية تعانق الكون الشعري والإنساني وبكثير من الوعي الجمالي تغدو مصياف هي نقطة الجذب الشعري الأكثر جمالية وأصالة فمصياف في نص الشعر سليمان الشيخ حسين هي المرأة المعشوقة والعاشقة في آن واحد
( إذا انفجر الربيع
وعمّر في الوجيب عرشاً
من زهر مبسمها
غنّت أنوثة الأرض )
وأخيراً وليس آخراً يختتم الشاعر الصديق وقع خطاه ب ( الحفنة الباقية من العمر مكنسة الماضي)
فهل هو الإحساس بمرارة الزمن وعبثيّة البقاء .. في جملة شعرية موجزة الكلمات مكثّفَة التعبير
نلاحظ النزف الإنساني عنده وفيض البهاء الإبداعي فالباقي من عمره لن يكون إلا أغنية وقصيدة أبدية الحضور
كل مودتي وتقديري لك صديقي العزيز ودمت شمساً تشرق عطاءً فامض بنا في خطاك إلى الجمال دوماً
هي فقط محاولة لجمع بعض خيوط الدهشة المتداخلة في جمال تلقائي بين القصائد في ديوان صديقي وأستاذي الغالي سليمان الشيخ حسين
كنا نحاول أن نمدّ إلى دمشق قصيدة
كي نكتشف ظلاً لقريتنا الصغيرة
تطالعنا هذي الفاتحة الشعرية برؤيتها التي أبعد ما تكون عن المبتذل والدارج من نثرية القصيدة الحديثة ، فالقصيدة عند الشاعر سليمان تغدو جسراً بما يحمله الجسر من دلالات الوصول والحلم ، فالوصول إلى عوالم الجمال الداخلي في النص يبدأ من مفتاحه الصّوري الشّعري ( ما من غريب في دمشق ...كان وجهك بيت الأبجدية ... والبنت هذي البنت تعطر لي وقتي ولا يصل الحنين إلا الشّفاه )
فالشاعر الإنسان يبحث دائماً عن عوالم شعرية تحقق صيغتها الفكرية على نحو من التّأمل الوجودي عبر جملة منتقاة ومفتوحة على عالمها الرّوحي بعيداً عن الغموض المجاني الغاية منها رصد حركة شعرية وجودية إنسانية في مخيلة الشاعر والقارئ معاً
( احتفلوا ببالغ صمتهم
فصار فينا كل يوم مجزرة
لا شيء يغري بالدخول للسؤال عن الحقيقة
إن الحقيقة في بلاد العرب سيئة المزاج وقاتله )
تتوهج الصورة الشعرية عند الشاعر سليمان عندما تخرج من قيدها الفكري المسبق فأنت أمام شخصية شاعرية ناسكة تتوحد بالسهول والقمح والأنهار متماهية في قصيدة نثرية عابقة ببلاغة اللغة الشعرية والتي على بساطتها تتوغل بعمق إيحاءتها في صوره
( وأظلُّ أصعد نحو شمسكِ
عاشقا للضوء مُنتجَبا
أمير القافلة وتريدني حرسا)
في وقع الخطا نلاحظ الميل القصصي في قصائد الشاعر ، فالقصيدة تأخذ أولويتها في البناء الشعري وفي مقابل ذلك نلاحظ نمو عناصر القصّ عبر علائق سردية كما في قصيدة الجنود يأتون إلى الحديقة
( الجنود الذين أقدم لهم الشاي
أحصيهم كل يوم ويتناقصون
الجنود الذين شربوا آخر كؤوس الشاي
من يدي
في هذا اليوم الأخير
لن أنظر إلى وجوههم لا أريد أن أقرأ ما يرعبني )
على أرصفة الشاعر سليمان ثمة وقع خطاً متروك لنا أن نحدد من خلاله ماهية الدرب والوصول ، فأي جنة يقصد الشاعر هي جنة الإنسان والوطن
( اليوم
أضعت مفتاح البيت الوحيد
لا همّ سأنام وحيداً على رصيف البلد )
بقي أن نقول أن مصياف مدينة الشاعر الأجمل بحماماتها الوادعة وقمحها الطاهر وصفصافها والدرب المفتوحة على الغد الجميل وكل تفاصيلها الحزينة الجميلة هي نقطة الارتكاز التي يتوقد خيال الشاعر منها انطلاقاً إلى حالة إبداعية تعانق الكون الشعري والإنساني وبكثير من الوعي الجمالي تغدو مصياف هي نقطة الجذب الشعري الأكثر جمالية وأصالة فمصياف في نص الشعر سليمان الشيخ حسين هي المرأة المعشوقة والعاشقة في آن واحد
( إذا انفجر الربيع
وعمّر في الوجيب عرشاً
من زهر مبسمها
غنّت أنوثة الأرض )
وأخيراً وليس آخراً يختتم الشاعر الصديق وقع خطاه ب ( الحفنة الباقية من العمر مكنسة الماضي)
فهل هو الإحساس بمرارة الزمن وعبثيّة البقاء .. في جملة شعرية موجزة الكلمات مكثّفَة التعبير
نلاحظ النزف الإنساني عنده وفيض البهاء الإبداعي فالباقي من عمره لن يكون إلا أغنية وقصيدة أبدية الحضور
كل مودتي وتقديري لك صديقي العزيز ودمت شمساً تشرق عطاءً فامض بنا في خطاك إلى الجمال دوماً