الحكم بعد المداولة
قصة : إنتصار الجنابي
خمسة عشر عاما مضت وما زالت تلك المرأة المسكينة تنتظر الحكم .
هاهي ابنتها قد أصبحت في عنفوان الصبا وفي كل عام ترحل إلى مرحلة متقدمة من مراحل الدراسة ولكن لم تفرح تلك المرأة كما تفرح كل والدة بابنتها فكل عام يمضي يكون اتعس من العام الذي قبله .
يا لحزنها ويالتعاستها!
كيف ستعترف مرام بامها هي تناديها باسمها وتلك الأم المسكينة تتشوق لسماع كلمة ماما .
أهو العقاب الذي تستحقه ؟لكن لما ..ما الذنب الذي اقترفته بحق الفتاة .لقد عملت تلك الأم المستحيل حتى نبقى بجانب ابنتها رغم كل الضغوطات والتي وضعها فيها ذلك الزوج المتكبر المتجبر .
تزوج تلك المرأة الفقيرة بداعي الحب لكن في الحقيقة كانت تلك المرأة مجرد نزوة عابرة في حياة ذلك الرجل المتسلط وما أن أثمر ذلك الزواج الشرعي عن بنت حتى هجر والدتها واخرجها من حياته وحياة ابنته ..فعملت تلك المرأة المستحيل حتى تبقى بالقرب من ابنتها ونجحت لكن كان قربها مجرد إمرأة تعمل سكرتيرة لوالدها .. هكذا عرفتها
نادية السكرتيرة الجميلة التي تعمل في مكتب والدها الثري .
سكرتيرة لا أكثر ولا أقل .
طيب لماذا يا مرام .. الم تعرفي بأنني والدتك الحقيقة ..لماذا تصرين على أن ابقى مجرد سكرتيرة ولماذا تبعديني عن قلبك ؟
كيف زرع والدك كل هذا الحقد في قلبك ؟ انا لا اريد شيء فقط أن أسمع كلمة ماما .. لماذا تحرمينني منها !
إنه نداء استغاثة ورجاء الرحمة في كل مرة تمر فيها مرام من أمام عينها . تطلب في سرها أن تناديها ماما لكن عبثا لم ولن تصغي لها حتى لو سمعتها .
لماذا كل هذا الحقد ؟
لن أقول لك سوى نادية .
لماذا يا أبنتي ؟
ما ذنبي ؟
من يستحق العقاب هو والدتك الظالم
ذنبي الوحيدة هو أنني من عائلة تنحدر إلى سلالة البدون .
لسنا من الغجر كل ما هنالك هو أن قبيلتي لا تملك هوية انتماء إلى الوطن وبسبب هذا هجرني والدك .
لقد تزوجني والدك بالسر لكن كان زواجنا شرعيا .. عقد قرانه على لأنني كنت ممتنعة من معاشرته جسديا بلا عقد فعقد قراننا كي يحصل علي ويشبع رغبته وكنت اضن انه تزوج بي بدافع الحب .ظلمني وانت الآن تحكمين علي ظلما .
متى تقررين كي أكون أما لك ..ما زلت انتظر الحكم .
نظرت تلك الفتاة وهزت كتفها وقالت : تريدين ان أحكم لك ؟
طيب لماذا كنت ترضين أن تكوني مجرد إمرأة حاضنة ؟ لقد حكمت على نفسك من البداية ... ما معنى أن تكوني حاضنة ثم سكرتيرة ؟ كل هذه الأدوار لم تليق بك وما كنت أرضى بها لك لكنك رضيت بها ..
تريدين اليوم أن أقول لك ماما ؟
نعم لقد دست على كرامتك من أجلي لكن هل ترضين بحكمي اليوم ؟
حسنا ساتداول مع قلبي الذي يصرخ ويقول ماما .
سانطق بالحكم الذي تتعطشين إليه ولكن بعد المداولة .