الورقةُ الأخيرةُ
الشاعرة الفلسطينية نهى عودة
..........
صندوقٌ جريءٌ
يحملُكَ ولا تحملُه
ينتقي ما يشاءُ
دونَ سابقِ إنذارٍ
دونَ تلميحٍ مسبقٍ
يعجُّ بابتسامةٍ هنا
أو دمعةٍ هناك
يسكبُ عدمًا تريدُ نحرَه
فلا تعرفُ الضحيةُ من الجلادُ
وجوهٌ تتبدلُ
على شفيرِ ما شُبِّهَ لك
من حياةٍ
وهذه الروحُ الثكلى
ملّت
الانتظارَ
فسكبَتِ المواعيدَ
والوصلَ المعتمدَ عليها
يا لغربةِ الأماكنِ
ويا لجرأةِ الموتِ في محبتِه
نسقي جنى عمرِنا
ونُعبّدُ الطريقَ جيدًا
لنزرعَ ما تبقى من وردٍ
بينَ ثنايانا
نرقصُ مع مجنونٍ هنا
نقبّلُ يتيمًا هناك
نزيّنُ خصرَ الطفلةِ بوشاحٍ اختارَتْه هي
نربِّتُ على كتفِ عجوزٍ
ونعبرُ مع المارين طريقًا ليس بطريقِنا
على مدىً شاسعٍ
بيننا وبيننا
فما الذي يريدُه منّا الطريقُ
وما الورقةُ الأخيرةُ
أتكونُ ورقةً
أم نردًا
قلْنا فيه من قبلُ
قد كان نردًا نعلمُ سرَّ إتقانِه
فمن أين لنا كلُّ هذه الخساراتِ؟