وطنٌ ووردةٌ
للشاعرة الفلسطينية نهى عودة
نحن الذين هُجِّرْنا من بلادِنا
نعرفُ تمامًا
كيف الانتماءُ لوردةٍ
زرعْتَها على الطريقِ
وأمعنْتَ في سقيِها
نحن الذين أنهكَنا اللجوءُ
وذهبَ بنا العمرُ بالتمني
نعرفُ تمامًا
كيف يُعشَقُ ترابُ الوطنِ
نحن الذين
لا خيمةَ مرَّتْ إلّا وكانَ لنا
بها بصمةٌ
نعي ماذا يعني أن تتلحفَ
سماءَ بلادِك
وإن كانت قدماك حافيةً
نحن الذين يسكنُ الحزنُ
حروفَنا وتنقذُنا الكلمةُ من الضياعِ
بينَ قلوبِنا وعقولِنا
نعلمُ جيدًا
ما معنى
أن تكونَ مناضلًا فلسطينيا
نحن الذين نضعُ حدًا لآلامِنا
نهادنُ وجعَنا
ننتصرُ دومًا
لكرامتِنا
نعرفُ مأساةَ الوداعِ
دونَ النظرةِ الأخيرةِ
نحن وجميعُ من سكنَنا
وسكنّاه
ودّعَنا
ولم نودعْه
أحببْناه
ولم يحبَّنا
أحبَّنا
ولم نحبَّه
خدعَنا بفكرةِ الحياةِ
وعلمَنا أنّ النضال
هو الوحيدُ الذي ينصفُنا