نص نثري
أنتَ بريءٌ أيّها
___
في المحطة قبل الأخيرة قبل أن يندثر وجه الشمس في كف الغسق تحلق بهم نوارس الأحلام إلى عمق الحياة إلى أرض بلا فزاعاتٍ إلى نوافذ بلا حمايات إلى شوارع تخلو من إشارات الحذر و قبل اكتمال الانتشاء يسقطون هكذا في المحطة الأخيرة ليصبحوا ملحمة للبكاء و ساحة يتبارى فيها قياصرة النفاق ------------------------------------- البحر بيتٌ و ليس منفى البحر حلمٌ للوصول لم يرتكب ذنبا و لا جريمة لم يقل قطّ للخائفين قفوا لا تمتطوا ظهري البحر يتفاعل مع آلامنا جلده يتحسس لأحزاننا لذلك و بين الفينة و الفينة يمد ذراعه الموجيَّ إلى ظهره يحكّه عله يغسل ما نعاني من أرق و نحن بخبثنا البشري نظن أنه يدعونا للغرق -------------------------------------- يا صديقنا الذي لطالما غنّيناك قصائد و خيالات يا صديقنا الذي في قلبه الكبير تنمو كائنات و كائنات لا تبكي كطفل بريء يشعر بالذنب البريء لا تنفعل حين يقولون عنك غادرا أو خائنا أو كائنا متقلب الأهواء فهكذا هي العاهرة ترمي غيرها بدائها و تنسل يكذبون..يفجرون..يزنون..و يقتلون ثم يصعدون أمام الشمس يُلقون بُردَهم العذريَّ إلى السماء لا تخف يا صديقي لم تعد تنطلي علينا الخديعة ---------------------------------------- هم الآن يرفعون عليك دعوىً قضائية أمام الضمير الإنساني يتحدثون عن ألوان خداعك عن الصكوك الكاذبة التي منحتها للهاربين المذنبين... يتحدثون عن كائناتك المفترسة التي لا تعرف الرحمة... يتجمهرون على شواطئك ليلتقطوا صور ضحاياك... ههههه..ههههه..نعم صور ضحاياك و يبكون... يتباكون... يصدِّرُونك بؤرةً للإرهاب... فتارةً أنت القاتل الذي لا يرق قلبه لطفلة صغيرة تبحث عن جدائل الشمس و تارة أنت الذي تؤوي إليك من فَرُّوا بلحمِهم من عَمى النيران و ما كان عليهم سوى الصبر فالوطن يا سيدي يستحق التضحيا
-------------------
لا تخف لا تخش شيئا سنثبت براءتك لا عليك فلم تعد تنطلي علينا الخديعة
البحر( تتمة العنوان)
.عبد المجيد أحمد المحمود/ سوريا