نبوءةُ أيلول
للشاعرة السورية أميرة نويلاتي
ـ أوكلّما أيقنتُ بعديَ عنهمُ
أزدادُ قربا ً والّلقاءُ محرَّمُ
...
ـ أحلامُنا نهرٌ جريءٌ مرَّ بي
في كلِّ شبرٍ عطرهمْ أتنسّمُ
....
ـ نقشوا على ذَهَبِ الطّريقِ ظلالهمْ
طيفا أرى وأظنُّني أتوهّمُ
...
ـ أيلولُ أَطلقْ من قيوديَ دمعة ً
صامتْ عن النجوى فليسَ تُكلّمُ
...
ـ منّي يدي سقطتْ ومنديلي بكى
وأنا على البابِ العتيقِ أُسلّمُ
...
ـ قالوا : تحاكينَ النجومَ سكينةً
فأجبتهمْ: صوتُ المدامعِ أبكمُ
...
ـ النّارُ إنْ خمدَتْ فتحتَ رمادِها
نبضٌ خفيٌّ.. جمرةٌ تتضرّمُ
...
ـ ربّاهُ.. قد هدَّ الضلوعَ غيابُهمْ
وتغيّرتْ كلُّ الدروبِ إِليهمُ
...
ـ لو أنّهمْ قبلَ الرّحيلِ تمهلوا
لتركْتُها عيني بهمْ تتنعّمُ
...
ـ لمحوتُ أشياءً تذكّرُني بهمْ
والأمسَ والنجوى.. فلا أتألمُ
...
ـ أيلولُ.. قد صدَقَتْ نبوءةُ غيمهِ
طيفا أرى وأظنُّني أتوهّمُ