جذور
أقصوصة
أسامة السلامة
استلَّ سيفه، طعنَ هواء الحديقةِ، رقص
به نشوةً بالنصر.. ثم جلس فوق عرشه الذهبي يستمع لتهليلِ حاشيتهِ...
في الصباحِ علا صراخُ الملك: أين
الكلب؟.. أين هو؟!
أجابه كبيرُ الحراس: لقد هرب خارج
القصر.
_ سوف أسلخ جلده حيًّا، وسأصنع منه
طبلاً، يزلزل الضرب عليه أركان الخونة...
واصلَ الحراس بحثهم.. عند سفح الجبل
طوقوا مجموعةً صغيرةً من الصعاليكِ؛ وجدوا الكلب حبيساً في مغارتهم.
أثناء مثول زعيمهم بين يديِّ الملك قال
له:
إنَّ الكلبَ وفيٌّ لكم يا مولاي الملك؛
لقد منعني من سرقةِ السيف المعلَّقِ خلف كرسي العرش، ولاحقني بعيداً عن
الأسوارِ...
_ آمرُ بقطع يديك... وسأحقق آخر أمنيةٍ
لك؟
_ أطلبُ يا مولاي أن تكون جلادي، وبسيف
جدِّكُمُ الأعظم.
_ طلبكَ مجابٌ؛ وليكن هذا عبرةً
لأمثالك.
انهال الملكُ بالسيف على يدي زعيم
الصعاليكِ، فاستحالَ نصلُهُ حطاماً؛ ونجا من العقوبة...
_ لاتغضب ولا تحزن يا مولاي؛ فجدُّكَ
الأعظم.. قد كان مَلك ملوكِ العصرِ الخشبيِّ.
أسامة السلامة/سورية