قَدَرٌ شائكٌ
أقصوصة
مرح صالح
وحيدةٌ على شرفةِ غرفتي أضربُ أخماسي
بأسداسي.. تَرى ما هو ناتجُ ضرب الرقم (٣٥) بالرقم (٣٦٥)؟
-يا للهول! كمْ عاماً لبثْتُ بمفردي؟
رأسي الديناصوريّ الذي يُثقلُ كتفي
كبالونٍ ممتلئٍ لم يخرجْ بحلٍّ جزريٍّ لمعضلتهِ، إلى الآن.. وأنا أراقبُ اقترانَ
النجومِ وتكاثرها كلَّ ليلةٍ دلماء من على عتبةِ النافذةِ؛ بأعراسٍ فساتينها تطولُ
وتمتدُّ حتّى تدغدغَ شيبَ قلبي قارعةً أجراسَ أحلامي اللاورديةِ، أنامُ ملءَ عيوني
من تعبٍ أنهكَ عظمي ولحمي واستيقظُ على مغازلةِ خالتي زوجةُ أبي:
-أيتها العانسُ، عليكِ بتنظيفِ
الممرِ..
آخرَ صديقاتي اللاتي تخلينَ عنَّي
خوفاً من سرقةِ فرسانهم تُزفُّ اليوم إلى عشِّ الزوجيةِ، وأنا ما زلتُ أراقبُ
السماء بدقّةٍ متناهيةٍ وأسألُ مخاريطَ عيني وعصيّها ونظّارات العجزةِ عن فارسٍ
مرَّ من هنا أو هنا؛ وعن نصيبٍ مموّهٍ أو شفّافٍ أو حتّى هلامِيّ لم يلحظهُ قلبي
الأعورُ.. وأعودُ لأخاطبَ دودةَ رأسِي: تًرى مِنْ أين يسقطُ الفرسان؟ هلْ عليَّ
أنْ أرميهم بشبكةِ صيدِ السمكِ أمْ أحصدهم بأقلامِ الدبقِ الّتي يستخدمها جارنا
لصيدِ أسرابِ من طيورٍ الحبِّ؟ تدورُ الأسئلةُ وتتأجَّجُ في جمجمتِي أفكارٌ
جامحةٌ.. لكنْ سرعانَ ما اسمعُ الشتيمةَ تتراقصُ على لسانِ النصيبِ:
-أيتها العانسُ فاتكَ القطارُ أتبعيهِ
هيّا للمحطةِ الأخيرة هناك عندَ سورِ المقبرةِ!
تتعاقبُ الفصولُ وتدورُ العقاربُ
برقصاتٍ واثقةٍ، وأنا مازلتُ ألطمُ قلبي المثقوب تحتَ قبَّةِ المرضِ!
......
م.مرح صالح..سورية