ما أشق السير حافيا على الأشواك
وحده الرحيل كفيل بخروجه من دائرة الفقر والبؤس والمذلة ..رحلة نحو حياة أفضل ..أو نهاية حياة ..هكذا ظن إسماعيل جيبوا
بعد رحلة طويلة وشاقة وصل إسماعيل إلى مخيم وسط غابات الجبال المحيطة بمدينة الناضورفي انتظار أقرب فرصة ممكنة لعبور السياج الحدودي الفاصل بين مليلية والناضور
إسماعيل جيبوا واحد من المهاجرين الشباب الأفارقة ،قدم من السينغال وقرر ركوب الصعاب والمخاطرة بحياته قصد الوصول إلى الفردوس الأوروبي ..
مشى ناظرا إلى فوق ، طيورتحلق ، هناك من حلق نحو جنوب دافئ ومن حلق نحو شمال بارد .. الكل هنا في رحلة عبور.. رحلة البحث عن حل يكشف عن الكثير من الألم ..رحلة طريق هي أشبه باكتشاف الذات ، محملة بكثير من التناقضات التي تثير المشاعر وتخاطب العقل والقلب ..
وهو في الطريق إلى السياج كان يدافع ويسابق أفكاره وتساؤلاته وفي كل لحظة يزداد حماسه وتحفز اكتشافاته لذاته ..لا يستطيع الخروج من جذوره وجذور أجداده وتاريخه ..
في الوقت الذي كان إسماعيل يتأمل السياج ، كان شاب يدفع بجسده إلى أعلى متمسكا باسلاك السياج الشائك وهو ينزف ، انقض عليه الحراس لسحبه بقوة ،وقف عاجزا أمام شيء ما بداخله ، ينازع من أجل البقاء ، عليه الآن ان يعود أدراجه بعد أن نال الألم من عينه وقلبه.
ربيعة بوزناد ( المغرب )